عرب لندن
أنفقت الحكومة 160 ألف جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب لتزويد قطار بخاري بشبكة Wi-Fi تمكّن الركاب من شراء التذاكر، بحسب "التلغراف".
ويعد قطار "سواناج" البخاري، الذي يديره متطوعون في جزيرة بوربيك بمقاطعة دورست، من أبرز السكك الحديدية التراثية في بريطانيا، حيث يضم محركات بخارية بالحجم الكامل ويجذب آلاف الزوار سنويًا بفضل حفاظه على الطراز التاريخي.
ومع أن الركاب كانوا منذ عقود يحصلون على تذاكرهم الورقية بتسليم الأموال مباشرة إلى موظف التذاكر، إلا أن السكة الحديدية اضطرت للتحول إلى نظام الدفع الإلكتروني بعد إغلاق فروع البنوك المحلية.
ولكن، أعاق هذه الخطوة ضعف التغطية لشبكات الهواتف المحمولة والإنترنت، حيث أن ضعف التغطية في مواقف السيارات قرب بعض محطات القطار جعل الركاب غير قادرين على شراء تذاكر المواقف التي تبلغ قيمتها 4 جنيهات إسترلينية عبر هواتفهم.
يُذكر أن تذكرة الذهاب والإياب للرحلة التي تمتد على مسافة تسعة أميال تكلف حوالي 19 جنيهاً إسترلينياً، حيث يقوم نحو 180 ألف زائر بركوب القطار سنويًا، مما يُساهم بحوالي 15 مليون جنيه في الاقتصاد المحلي.
وقد توقفت سكة حديد "سواناج" عن قبول الدفع النقدي منذ مارس الماضي بسبب إغلاق البنوك المحلية، إذ صرّح غافين جونز، رئيس مجلس إدارة سكة حديد "سواناج"، أن "تكاليف قبول النقد أصبحت تفوق فوائده".
وقدم الآن قسم العلوم والابتكار والتكنولوجيا في الحكومة منحة قدرها 163 ألف جنيه إسترليني لمجلس دورست لإطلاق برنامج يعتمد على الأقمار الصناعية لتوفير إشارة Wi-Fi في مواقف السيارات وعلى متن القطار.
وقال جونز في تصريح لصحيفة التلغراف: "أوقفنا التعاملات نقدية، ولكن بدون تغطية كافية، لا نستطيع إتمام المعاملات مع عملائنا".
وأضاف جونز: "إشارة الشبكة على طول خط السكة الحديدية ضعيفة للغاية، وهناك مناطق تكاد تكون فيها الإشارة منعدمة تمامًا".
وسينطلق المشروع، الذي تديره شركة "إكسيليريت تيكنولوجي"، في عام 2025 كجزء من مشاريع الحكومة لتعزيز الاتصال في المناطق الريفية.
وستقوم شركة الأقمار الصناعية، التي تتخذ من كارديف مقرًا لها، بجمع إشارات الشبكات من جميع مزودي الخدمات وتعزيزها معًا، وستُدعم أيضًا بسعة إضافية توفرها أقمار "وان ويب".
وقال سيمون هيل، المدير الفني لشركة "إكسيليريت": "سيكون من الممكن بسهولة تحقيق سرعات تتجاوز 200 ميغابت في الثانية عند استخدام جميع الروابط".
وأوضح أن التغطية قد صُممت لتشمل موقف السيارات، ومنطقة مكتب التذاكر، والمنصة، وعلى طول سكة القطار بأكملها، لتمكين الركاب والموظفين من استخدام الإنترنت كالمعتاد.
من جانبه، قال ريتشارد بيغز، نائب رئيس مجلس دورست: "لن يُحسّن هذا فقط تجربة الزوار الذين يستخدمون السكك الحديدية، بل سيسهم أيضًا في استكشاف كيفية تحسين الخدمات في المناطق النائية من خلال هذه التقنيات".