عرب لندن
أطلقت الحكومة البريطانية نظام ذكاء اصطناعي جديد لمساعدة الشركات في التنقل عبر موقعها "Gov.UK".
وتأتي هذه خطوة التي أطلقت فيها الحكومة نموذجًا تجريبيًا لنظام ذكاء اصطناعي، من منطلق دعم الشركات في البلاد من خلال تبسيط عملية الوصول إلى المعلومات على موقعها، حيث قد يتيه المستخدمون للوصول إليها، خاصة وأن الموقع يحتوي على 700 ألف صفحة من الوثائق والإرشادات، وفقا لما نقلته “الغارديان”.
ورغم أن هذا النظام قادر على التعرف على اللغة الويلزية ويقدم معلومات عن قوانين البناء مثلا، إلا أنه يتجنب إبداء رأي حول ما إذا كان رئيس الوزراء ريشي سوناك أفضل من زعيم المعارضة كير ستارمر، كما لا يوضح تفاصيل نظام الضرائب على الشركات في المملكة المتحدة.
وتم تصميم النظام ليستوعب ما يصل إلى 15,000 مستخدم من الشركات قبل أن يُتاح على نطاق أوسع، ربما في العام المقبل.
ومن المتوقع أن يقدم هذا النظام ردودًا في حوالي سبع ثوانٍ، لكنه يأتي مع تحذير خاص ينص على "أكبر قيود أدوات الذكاء الاصطناعي مثلي هي مشكلة تُعرف باسم "الهلوسة". وهذا يعني أننا في بعض الأحيان نختلق معلومات أو حقائق كاذبة ولكننا نقدمها لكم بثقة".
ويضيف أن على المستخدمين مراجعة الروابط المرفقة دائما، للتحقق من صحة المعلومات.
وتحدث بول ويلموت، رئيس المكتب المركزي للبيانات الرقمية في الحكومة، عن التجارب السابقة التي أُجريت في فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن "النظام يحتاج إلى بعض التحسينات لتقليل نسبة الأخطاء الطفيفة، مثل "الهلاوس" التي تجعل النظام يتصرف بشكل مُتَحديٍ، أو حتى بطريقة مغرية".
والهلوسة في سياق الذكاء الصناعي هو مصطلح مجازي يستخدم لوصف السيناريوهات التي يولد فيها النموذج مخرجات تنحرف بشكل كبير عن بيانات أو توقعات العالم الحقيقي.
في تجربة قدمت للصحفيين يوم الثلاثاء، صرّح المسؤولون الحكوميون بأن "الهلاوس" التي يظهرها الروبوت أصبحت الآن أكثر اعتدالا، مثل رابط ويب غير واضح أو إجابة مختصرة.
الروبوت، الذي يستخدم تقنية GPT-4 من OpenAI، قدّم بسهولة تفسيراً للوائح التي يحتاجها مزارع القنب قبل بدء الزراعة، لكنه عندما سُئل عن احتمال تقنين القنب في المملكة المتحدة، أجاب: "لا أستطيع تقديم تنبؤات أو آراء". وشرح الروبوت اللوائح الخاصة بتغطية المباني بعد حريق برج غرينفيل، لكنه رفض الإجابة عما كشفه التحقيق العام في تلك الكارثة عن إخفاقات الحكومة.
وفي إحدى الحالات، قدّم الروبوت إجابة مختصرة باللغة الويلزية. كما رفض الإجابة عن سؤال حول "نظام" ضريبة الشركات، ويبدو أن السبب هو عدم ارتياحه لكلمة "نظام".
ومع ذلك، كان واضحاً في شرحه للحوافز المتاحة لتركيب الألواح الشمسية. الروبوت حاليًا غير مدرب على جميع وثائق Gov.UK، لذا لا يشمل محتوى خطب الوزراء أو البيانات الصحفية.
ومع هذا، تمت إضافة "حواجز أمان" للروبوت لمنعه من الرد على استفسارات قد تؤدي إلى إجابة غير قانونية أو مشاركة معلومات مالية حساسة أو اتخاذ موقف سياسي.
كما عمل المطورون مع معهد الحكومة للسلامة في الذكاء الاصطناعي على تركيب أنظمة حماية لمنع القراصنة من توجيه الروبوت نحو تقديم إجابات ضارة، رغم عدم القدرة على استبعاد هذا الخطر بالكامل.
وقال بيتر كايل، وزير الدولة للعلوم والتكنولوجيا، إن الحكومة ترغب في "استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العامة بطريقة آمنة وموثوقة، وضمان أن تكون الحكومة البريطانية قدوة في دفع الابتكار إلى الأمام".
وأضاف: "العمليات الحكومية القديمة والمعقدة تهدر وقت الناس كثيرًا، حيث يقضي البالغون في المملكة المتحدة ما يعادل أسبوع عمل ونصف سنويًا في التعامل مع البيروقراطية في القطاع العام. سنعمل على تغيير هذا من خلال تجربة التكنولوجيا الناشئة لإيجاد طرق جديدة لتوفير وقت الناس وتسهيل حياتهم، كما نفعل مع روبوت الدردشة Gov.UK".