عرب لندن
بدأت حكومة العمال البريطانية عملية نقل حوالي 400 من طالبي اللجوء من بارجة "بيبي ستوكهولم" في بورتلاند، دورست، إلى فنادق ومساكن تابعة للمجالس المحلية في منطقة الميدلاندز.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ تأتي هذه الخطوة كجزء من خطة لإغلاق البارجة بالكامل بحلول عيد الميلاد، ولكنها أثارت تساؤلات حول فعالية الإصلاحات التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الفنادق كمساكن مؤقتة، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى توفير أماكن إيواء لطالبي اللجوء.
وسينتقل بعض طالبي اللجوء إلى فندق في وولفرهامبتون، الذي غُيِّر ليكون مخصصاً للرجال العُزاب، بينما سيوفر مجلس باسيتلاو مساكن أخرى في منطقة وركسوب.
ومع ذلك، أثار هذا الإجراء قلقاً بشأن نقص أماكن الإيواء لطالبي اللجوء، حيث كانت وزارة الداخلية تدير حتى يونيو الماضي أكثر من 250 فندقاً لإيواء حوالي 30 ألف مهاجر، بتكلفة تصل إلى حوالي 4.2 مليون جنيه إسترليني يومياً.
وتأتي هذه التحركات في ظل جهود الحكومة لمعالجة تراكم يبلغ نحو 120 ألف طلب لجوء لم يُتّخَذ قرار بشأنها، في وقت شهدت فيه أعداد المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي زيادة بنسبة 12%، حيث وصل حتى الآن 29,867 مهاجراً، متجاوزين الأعداد المسجلة لعام 2023 بالكامل.
وأنشئت بارجة "بيبي ستوكهولم"، بالإضافة إلى منشأة أخرى في قاعدة RAF Wethersfield في إسكس، التي تستوعب حوالي 500 مهاجر من الرجال العزاب، خلال فترة الحكومة المحافظة السابقة.
وكانت تهدف هذه الخطوة إلى تقليل التكلفة، التي كانت تصل إلى 8 ملايين جنيه إسترليني يومياً على إقامة المهاجرين في الفنادق. ومع ذلك، قررت حكومة العمال الحالية عدم تجديد عقد البارجة، الذي سينتهي في يناير، لتفادي تكاليف ستتجاوز 20 مليون جنيه إسترليني في العام المقبل.
وأثار هذا القرار انتقادات من بعض المسؤولين في حزب المحافظين، حيث قال وزير الهجرة السابق روبرت جينريك: ”مسألة الهجرة غير الشرعية ليست لعبة سياسية، بل أزمة أمن قومي ومصدر غضب حقيقي لملايين البريطانيين. ينبغي على حكومة العمال التركيز على إيقاف قوارب الهجرة من خلال تعزيز، وليس إلغاء، خطة رواندا".
ومن ناحية أخرى، أشار مصدر في وزارة الداخلية إلى أن "الحكومة السابقة تركت بريطانيا تواجه أسوأ عام من حيث أعداد قوارب المهاجرين، مما أدى إلى تراكم الطلبات وزيادة الحاجة إلى المزيد من أماكن الإيواء".
وأضاف المصدر: "نحن نتحرك خطوة بخطوة لإعادة النظام إلى مساره، وتعزيز أمن الحدود، وإنهاء الاعتماد على الفنادق، وإعادة بناء نظام لجوء وهجرة يُدار بشكل صحيح ومنصف".