عرب لندن
ارتفع عدد حالات تهريب المخدرات إلى السجون البريطانية باستخدام الطائرات بدون طيار “الدرون" إلى أكثر من 1000 حادثة خلال العام الماضي، حيث كانت الشرطة تخوض "معركة مستمرة" ضد العصابات التي تهرب الكوكايين والقنب من مسافات بعيدة.
وكشفت الأرقام الرسمية أن عدد حوادث التهريب بطائرات الدرون في السجون في إنجلترا وويلز زاد بنحو عشرة أضعاف منذ عام 2020، ليصل إلى 1,063 حادثة في العام الماضي.
حاولت وزارة العدل التصدي لهذه التهديدات، والتي قد تشمل حتى توصيلات لسلع منزلية مثل منتجات العناية والاستحمام والمنتجات الغذائية، من خلال إدخال قوانين جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار في يناير.
لكن القيمة الكبيرة للمخدرات داخل السجون، حيث يمكن أن تصل أسعارها إلى ثلاثة إلى خمسة أضعاف قيمتها في السوق، جعلت منها طريق إمداد جاد لعصابات الجريمة المنظمة.
وتكشف الأرقام التي نشرتها وزارة العدل أن عدد طائرات الدرون التي رُصدت أو تم الإبلاغ عنها حول السجون في إنجلترا وويلز وصلت لأكثر من الضعف بين عامي 2022 و2023. وكان إجمالي الحوادث العام الماضي، الذي بلغ 1,063، أكثر من ضعف العدد المسجل بين عامي 2019 و2021، مما يدل على انتشار هذا الطريق لتهريب المخدرات.
ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير نظرًا لأن العديد من عمليات التسليم الناجحة بالطائرات تمر دون أن يتم اكتشافها.
وفي هذا السياق، قال المحقق آندي بوكثورب من شرطة مانشستر الكبرى إن الأمر كان بمثابة معركة مستمرة للسلطات لمواكبة العصابات الإجرامية وشركائها في الداخل.
وأشار بوكثورب إلى أن العصابات كانت تبحث عن طيارين ماهرين للغاية لنقل حمولتهم الضخمة إلى نوافذ زنازين السجن في عمليات تسليم على غرار أمازون برايم.
وقال كريس راينفورد، الضابط الذي يدرب قوات الشرطة على استخدام الطائرات بدون طيار، إن هذه الظاهرة كانت صعبة حقا على السلطات للتعامل معها. وقال: "يمكن لبعض الطائرات بدون طيار أن تصل إلى 10 كيلومترات (6.2 ميل) لذلك يمكن بسهولة أن يجلس الطيار في سيارة على بعد مئات الأمتار على الأقل، إن لم يكن على بعد ميل أو ميلين".
وتبلغ قيمة طائرات الدرون الأكثر تطوراً عدة آلاف من الجنيهات، وعرضها حوالي متر ومجهزة بتصوير حراري، مما يسمح لها بنقل عدة كيلوغرامات من البضائع غير المشروعة.
وبحسب صحيفة الغارديان "The Guardian" أصبحت القوانين الجديدة التي تم تقديمها في يناير/كانون الثاني تعد تحليق الطائرات بدون طيار على مسافة 400 متر من أي سجن مغلق أو مؤسسة للأحداث في إنجلترا وويلز، جريمة جنائية.
وقد يواجه مشغلوها الذين يخالفون القواعد غرامات تصل إلى 2500 جنيه إسترليني، في حين يواجه أولئك الذين يتم ضبطهم وهم يهربون مواد غير مشروعة عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن.
وقد أدخلت بعض السجون تقنية مضادة لطائرات الدرون للكشف عن اقتراب المركبات الجوية غير المأهولة، ولكن يُعتقد أن القليل منها، إن وجد، يمنع الأجهزة بنشاط من الاقتراب.
بدوره، قال متحدث باسم وزارة العدل: "تركت الحكومة الأخيرة السجون في أزمة وأرقام مثل هذه تثبت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات قوية لإعادة الوضع تحت السيطرة. عمل الموظفون بجد مع الشرطة لوقف طائرات الدرون وتقديم المجرمين المسؤولين إلى العدالة. لكن من الواضح أننا يجب أن نفعل المزيد وسنعلن عن تدابير أخرى في الوقت المناسب".