عرب لندن
بدأ مئات العاملين الاجتماعيين في إنجلترا استخدام نظام ذكاء اصطناعي جديد يُدعى "ماجيك نوتس" لدعم عملهم في تسجيل المحادثات، صياغة الرسائل للأطباء، واقتراح إجراءات جديدة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” يُستخدم هذا النظام حالياً في سبعة مجالس محلية، مثل سويندون وبارنت وكينغستون، حيث يسجل الاجتماعات وجهاً لوجه عبر الهواتف الذكية، ويوفر ملخصات فورية واقتراحات للمتابعة، مثل صياغة الرسائل الطبية.
ووفقًا لشركة "Beam" المطورة للنظام، يُتوقع أن يوفر "ماجيك نوتس" حتى ملياري جنيه إسترليني سنوياً من خلال تقليل الوقت الذي يقضيه العاملون في تدوين الملاحظات وإعداد التقارير. وتضم الشركة موظفين سابقين من "ميتا" و"مايكروسوفت".
ورغم الفوائد المحتملة، هناك مخاوف بشأن تأثير الاقتراحات المقدمة من الذكاء الاصطناعي على قرارات العاملين الاجتماعيين. أكدت جمعية العاملين الاجتماعيين أن هذه الأنظمة يجب أن تبقى أداة مساعدة، دون أن تحل محل القرارات الإنسانية.
وأشار أحد المجالس المشاركة في التجربة إلى حاجته لمزيد من التأكيد بشأن دقة تلخيص الاجتماعات التي يُنجزها النظام، خاصةً في القرارات الحساسة. على سبيل المثال، في تجربة بمجلس كامدن، اقترح النظام تدريباً على استخدام التكنولوجيا لأحد العملاء استناداً إلى ملاحظة عابرة، بينما لم يلتقط العاملون الاجتماعيون هذه النقطة خلال اللقاء.
وأضاف المدير التنفيذي للعمليات في شركة "Beam"، سيب باركر، أن جميع الاقتراحات الصادرة عن النظام لا تُنفذ إلا بعد مراجعة وموافقة العامل الاجتماعي، موضحًا أنه لا يوجد دليل يشير إلى اعتماد العاملين كلياً على الذكاء الاصطناعي.
في ظل وجود شاغر في وظيفة من كل عشر وظائف للعاملين الاجتماعيين للبالغين في إنجلترا، لجأت بعض المجالس إلى التعاقد مع النظام.
ووقع مجلس سويندون عقداً لمدة ستة أشهر لاستخدام "ماجيك نوتس"، ووصف راي بالمان، عضو المجلس المسؤول عن الرعاية الاجتماعية للبالغين، النظام بأنه "نقلة نوعية"، خاصة للعاملين الذين يعانون من عسر القراءة.
ويخطط مجلس بارنت لتوزيع نظام "ماجيك نوتس" على 300 عامل اجتماعي، بعد أن لاحظ العاملون أن النظام يساعدهم على التفاعل بشكل أفضل مع العملاء، ويوفر لهم الوقت. وأكد متحدث باسم المجلس أن الملخصات التي يولدها النظام تُعتبر نقطة انطلاق فقط، حيث يحررها العاملون ومراجعتها قبل اعتمادها كسجلات رسمية.
وأفادت تقارير مكتب التدقيق الوطني أن 70% من الإدارات الحكومية في المملكة المتحدة تجرب أو تخطط لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي. رغم ذلك، أبدى المكتب قلقه بشأن التحديات المرتبطة بأنظمة التكنولوجيا القديمة ونقص المهارات وجودة البيانات، مما قد يحد من قدرة القطاع العام على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا.
وتعمل حكومة العمال على تشريع ينظم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، ويضع معايير لاستخدامها.
وبدورها دعت جمعية العاملين الاجتماعيين في إنجلترا إلى وضع إطار تنظيمي وأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الاجتماعي، يضمن الشفافية والمساءلة، ويحمي حقوق المواطنين.