عرب لندن
أكدت مصادر دبلوماسية أن الاتفاق المقترح بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لإعادة المهاجرين عبر القناة إلى فرنسا "ليس مطروحًا للنقاش" خلال زيارة السير كير ستارمر إلى بروكسل هذا الأسبوع.
فيما تجددت الآمال البريطانية في التوصل إلى اتفاق شامل بعد أن كتبت فرنسا وألمانيا إلى أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، تطلبان بدء المفاوضات.
لكن مصادر دبلوماسية حذرت من أن أي اتفاق مستقبلي سيكون مشروطًا بموافقة المملكة المتحدة على استقبال المزيد من اللاجئين من أوروبا وتسهيل انضمام المهاجرين في فرنسا إلى أفراد عائلتهم في بريطانيا.
وفي وقت سابق، قال بيدرو سيرانو، سفير الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، إن التفاوض ككتلة قد يكون أكثر جدوى من الاعتماد على اتفاقيات ثنائية، كما أفادت مصادر بأن اتفاق هجرة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة "ليس مطروحًا" الآن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى التفاوض على اتفاق أمني بعد البريكست، واتفاق هجرة، وتحسين العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أبدى مسؤولون دبلوماسيون من دول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي تفاؤلاً ضعيفًا حيال الآمال البريطانية في نتيجة مبكرة من "إعادة ضبط" السير كير للعلاقات مع أوروبا، على الرغم من أن بروكسل تتعرض لضغوط من عاصمتين مؤثرتين.
حتى إذا وافقت بريطانيا على مطالب الاتحاد الأوروبي بشأن خطة تنقل الشباب، فإن هذه الخطوة لن تؤدي إلى إبرام صفقة الهجرة، التي تتطلب الدعم بالإجماع من جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين.
وبهذا الصدد قال أحد دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي لصحيفة التلغراف "The Telegraph": ما الذي قد نستفيده من الاتفاق مع المملكة المتحدة؟ إذا كان كل ما يعنيه هذا هو أن تعيد المملكة المتحدة الناس إلى الاتحاد الأوروبي، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة من جانبنا.
كذلك رفضت بروكسل الدعوات البريطانية لإبرام صفقة هجرة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي من شأنها أن تسمح بعودة المهاجرين من القناة إلى فرنسا، خلال مفاوضات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي من عام 2017 إلى عام 2021.
وأبلغت المملكة المتحدة أنها ستضطر إلى التفاوض على صفقات ثنائية لإعادة المهاجرين مع دول الاتحاد الأوروبي الفردية مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا بدلاً من ذلك.
كما رفضت المفوضية الدعوات لإبرام مثل هذه الصفقة منذ ذلك الحين ولكنها الآن تحت ضغط من العضوين الأكثر نفوذاً في الاتحاد الأوروبي بعد الرسائل الأخيرة من فرنسا وألمانيا بشأن هذه القضية.
وفي السياق، قال الدبلوماسي: "لقد تحرك الألمان بشكل كبير حقًا بشأن هذه القضية، وكان الهولنديون، والدول الاسكندنافية، والنمساويون، والبلجيكيون، والفرنسيون، والإيطاليون بالفعل على هذا المسار الذي نحتاج فيه إلى إيجاد طرق جديدة ومبتكرة للتعامل مع الهجرة".
وأضاف: أي صفقة مع المملكة المتحدة يجب أن يتم تسويقها محليًا على أنها تمنع الهجرة غير الشرعية، والتي ستكون موضوعًا رئيسيًا للمناقشة بين زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة المجلس الأوروبي في أكتوبر.
أستطيع أن أرى سيناريو حيث تصبح المملكة المتحدة جزءًا من المحادثة بعد زيارة ستارمر. والسؤال هو كيف تجعل الأمر مثيرًا للاهتمام لجميع الدول الأعضاء السبع والعشرين؟ وما الذي سنستفيده من ذلك؟".