عرب لندن 

أصدر وزير المالية البريطاني السابق، ناظم الزهاوي، مذكراته الجديدة بعنوان "فتى من بغداد". تناول الزهاوي، في هذه مذكراته، قصته الشخصية كلاجئ، حيث فرّ الزهاوي مع أسرته من العراق في عام 1978 هربًا من نظام صدام حسين، وسلط الزهاوي الضوء على رحلتهم الصعبة نحو بريطانيا.

ويستعرض الكتاب تفاصيل إقامة عائلته في لندن، حيث عاشوا في فندق فخم في أحد أرقى أحياء العاصمة البريطانية، مما جعل تجربتهم تختلف عن معاناة الكثير من اللاجئين في تلك الفترة.

وبحسب ما ذكرته صحيفة آي نيوز "I News" تحدث الزهاوي عن العنصرية التي واجهها شخصيًا في طفولته في لندن، رغم الامتيازات التي تمتعت بها عائلته فور وصولها إلى بريطانيا. ورغم الصعوبات التي واجهها أشاد الزهاوي ببريطانيا واصفًا إياها بأنها "إحدى أكثر الدول تسامحًا في العالم"، مستشهدًا بمسيرته السياسية كدليل على تسامح المجتمع البريطاني. 

وأشار الزهاوي إلى أنه ترشح وفاز في الانتخابات في منطقة يغلب عليها السكان البيض، دون أن يواجه تحديات أو عراقيل كبيرة؛ بسبب خلفيته العرقية أو كونه لاجئًا سابقًا.

وعبر ناظم الزهاوي، في مذكراته عن قلقه البالغ إزاء مستويات الهجرة المرتفعة إلى بريطانيا، والتي وصلت إلى أرقام قياسية مؤخرًا، حيث بلغ عدد المهاجرين 740 ألفاً سنويًا. ويعتقد الزهاوي أن هذا الرقم مرتفع للغاية، وقد يتسبب في ضغط كبير على البنية التحتية للبلاد.

وأشار الزهاوي إلى أن الزيادة في أعداد المهاجرين تضع ضغطًا متزايدًا على القطاعات الحيوية مثل النظام الصحي، الإسكان، والتعليم، مما يتطلب استجابة فورية من الحكومة.

كما وجه الزهاوي انتقادات إلى الحكومات السابقة لفشلها في اتخاذ خطوات جادة لحل أزمة الهجرة. واعتبر أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الدول التي ينطلق منها المهاجرون يجب أن يكون جزءًا من الحلول طويلة الأمد. وشدد الزهاوي على أن التحديات التي تواجهها بريطانيا وأوروبا نتيجة للهجرة لن تُحل إلا من خلال تعزيز الاستقرار في الدول الأصلية للمهاجرين.

ورغم قلقه من تأثير الهجرة على المجتمع البريطاني، شدد ناظم الزهاوي على أهمية عدم تحميل المهاجرين مسؤولية الأزمات الاقتصادية والسياسية. وأكد على ضرورة التعامل بحذر مع هذه القضية، مع التركيز على الوحدة الوطنية والتعامل مع التحديات بطريقة تضمن كرامة الجميع.

وفي ختام مذكراته، دعا الزهاوي الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حقيقية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، بهدف تخفيف العبء على دول مثل بريطانيا. كما حذر من أن المشكلة قد تتفاقم إذا لم تُعتمد سياسات فعّالة. وأكد على ضرورة أن تستمر بريطانيا في أن تكون مثالًا في التسامح والإنسانية، تمامًا كما كانت عندما استقبلت عائلته منذ أكثر من أربعين عامًا.


 


 


 

 


 

 

السابق ملاك العقارات يحذرون من رفع الإيجارات ردًا على قانون حكومة العمال بشأن "حقوق المستأجرين"
التالي موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن: الأربعاء: 11 / سبتمبر/ أيلول 2024