عرب لندن
فازت نينا رحيل، مسؤولة المساواة والتنوع في جامعة لندن للفنون، بدعوى قضائية ضد الجامعة بعد تعرضها للتمييز، حيث حكمت المحكمة لصالحها في يوليو الماضي.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة الإندبندنت “Independent” انتقدت رحيل، 59 عامًا، الجامعة بسبب فشلها في التعامل مع شكاوى العنصرية وعدم دعمها الكافي للطلاب السود والآسيويين، مما اضطرها لرفع الدعوى.
وعملت رحيل في الجامعة لمدة تسع سنوات، ولكنها أُجبرت على مغادرة وظيفتها بعد عملية إعادة هيكلة زادت من عدد الموظفين دون أن تشملها في هذه التغييرات. وأكدت المحكمة أن رحيل تعرضت للاضطهاد وتم فصلها بشكل غير عادل.
ووصفت نينا رحيل، في أول حديث لها بعد صدور الحكم، تجربتها بأنها "معركة داوود ضد جالوت"، مشيرة إلى أن رفع الدعوى كان ضرورة على الرغم من تأثيره النفسي والجسدي.
وأوضحت رحيل أن ما جعل الأمر أكثر إيلامًا هو حدوث ذلك داخل فريق التنوع، الذي من المفترض أن يكون دوره مكافحة التمييز.
وتعود بداية المشكلة إلى مظاهرات "حياة السود مهمة" عام 2020، عندما أعربت رحيل عن قلقها من استجابة الجامعة غير الكافية لقضايا العنصرية، بما في ذلك ضعف استراتيجيتها في مكافحة العنصرية وعدم تقديم الدعم اللازم للطلاب.
وفي أغسطس 2020، قدمت رحيل تقرير انتقدت فيه تعامل الجامعة مع هذه القضايا، ولكن مديرتها تجاهلت التقرير ولم تناقشه.
في ديسمبر 2020، قررت الجامعة إعادة هيكلة فريق المساواة والتنوع، وكانت النتيجة المباشرة لهذا القرار فقدان نينا رحيل لوظيفتها. رغم إعرابها عن قلقها بشأن عملية الفصل وتقديمها شكوى إلى نائب رئيس الجامعة بشأن التمييز على أساس العرق والعمر والإعاقة، إلا أن العملية استمرت دون تغيير.
وتصف رحيل قطاع التنوع بأنه يعاني من نقص في الموارد والانتباه، حيث يُهمش الموظفون، وتُعتبر مهامهم مجرد "ممارسة شكلية". بعد إعلان إعادة الهيكلة، تم توقيفها عن العمل بناءً على توصية طبيبها، ورغم ذلك تم رفض طلبها لإجراء تقييم لتكييف منصب مدير التنوع مع وضعها الصحي.
وعُرضت عليها مقابلة لشغل الوظيفة الجديدة أثناء إجازتها المرضية، لكنها لم تتمكن من الحضور. في النهاية، تلقت خطاب إنهاء الخدمة مع إشعار بثلاثة أشهر. رغم محاولاتها العديدة لتأجيل عملية التوظيف حتى تتحسن صحتها، لم تُمنح فرصة للتقدم للوظيفة أو أي من الوظائف الأخرى.
تسببت هذه المعركة في تدهور صحة رحيل، حيث أدى ضغط العمل إلى فقدان البصر في عينها اليسرى بسبب مضاعفات السكري. كما أثر الوضع على حياتها الزوجية والعائلية، وزعزع ثقتها في أرباب العمل المحتملين في المستقبل.
رغم شعورها بالارتياح بعد الحكم لصالحها، أكدت نينا رحيل أن الثمن كان باهظًا. وقالت: "كان عليّ أن أخوض هذه المعركة لأثبت صحة ما قلته منذ البداية. هذا الأمر يجعلني حزينة، لكنه كان ضروريًا".
من جانبه، أشاد زيلور رحمن، محامي رحيل، بشجاعتها في مواجهة التمييز قائلاً: "أنا سعيد جدًا من أجل نينا. أظهرت شجاعة كبيرة في تحدي ما اعتبرته ظلمًا وتمييزًا منذ البداية".
وفي تعليقها على الحكم، أكدت جامعة لندن للفنون احترامها لقرار المحكمة وأنها تراجع نتائج الحكم، مشيرة إلى أن القضية تتعلق بأحداث محددة وقعت في عام 2021. كما أكدت الجامعة أنها أحرزت "تقدمًا كبيرًا" في تعزيز التضمين ودعم جميع أفراد مجتمعها المتنوع.