ارتفاع نسبة البريطانيين الذين يتوجهون للطب الخاص بسبب أزمة المواعيد في "NHS"
عرب لندن
بدأ المرضى في بريطانيا في اللجوء بشكل واضح إلى العيادات الصحية الخاصة هربا من قوائم الانتظار الطويلة، مع استمرار أزمة نقص المواعيد المتاحة.
وبحسب ما أظهرته الأرقام نقلا عن "الغارديان"، يحيل الأطباء العامون 400 ألف حالة شهريا إلى العيادات الخارجية والتي تعد مواعيدها محجوزة بالكامل، مما يجبر البعض على اختيار العيادات الخاصة، أو الانتظار لوقت طويل.
قال الدكتور دين إيجيت، طبيب عام في دونكاستر والرئيس التنفيذي للجنة الطبية المحلية بالمدينة: "أعتقد أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية انهارت لأنها لم تعد توفر رعاية شاملة."
وكشف أنه في العديد من الحالات يضطر لإخبار المرضى: "يمكنني إحالتك للعيادة المعنية، لكن الأمر لن يتم حله لمدة عام، وكل ما بوسعي هو مساعدتك على التأقلم".
وفي كثير من الأحيان ناقش إيجيت مع المرضى اختيار الحصول على الرعاية في القطاع الخاص.
وبحسب تحليل نشره مركز أبحاث "Nuffield Trust" في مايو، فقد ازداد الطلب على المستشفيات الخاصة منذ جائحة كورونا بنسبة 30% في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وفي سياق متصل، أظهرت أرقام رسمية قيام أكثر من مليون مريض في إنجلترا بحجز مواعيد لدى العيادات الخارجية بعد إحالة من الأطباء العامين، غير أن أكثر من 407 ألفا منها بقيت مجمدة بسبب عدم توفر المواعيد.
وقد اتسعت فجوة عدم توفر المواعيد بنسبة 78% منذ يوليو 2018، عندما كان الرقم الذي يتم المقارنة به نحو 228 ألفا.
وقد حذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا من أن نقص المواعيد المتاحة "يخلق قدرًا كبيرًا من العمل الإداري الذي يمكن تجنبه ويمكن أن يسبب مشكلات تتعلق بسلامة المرضى".
بدورها، قالت الدكتورة إلين ويلش، الطبيبة العامة في كارلايل ونائب رئيس جمعية الأطباء في المملكة المتحدة: "قد ينتظر المرضى سنوات لرؤية فريق متخصص حول مشكلة ما يعانون منها، ثم يعودون لرؤيتنا مرارًا وتكرارًا على أمل الحصول على العلاج".
"لقد وجدنا أن الإحالات قد تم رفضها بشكل متكرر من قبل فرق المستشفى - في كثير من الأحيان لأسباب بيروقراطية."
وحذر الأطباء العامون في جميع أنحاء البلاد من أنهم يعتبرون أن هناك الآن "تقنين" فعلي للإحالات إلى العيادات الخارجية.
وقالت البروفيسورة كاميلا هوثورن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العامين، إن أحدث الأرقام الخاصة بالمواعيد غير المتاحة مثيرة للقلق.
وأشارت إلى أن الأطباء العامين مدربون جيدا لإحالة للعيادات المتخصصة بشكل مناسب وعند الضرورة، إلا أنها أكدت على أهمية النظر إلى إحالات الأطباء العامين للمرضى على محمل الجد وعدم رفضها دون سبب وجيه.
ومن جانب متصل، حذرت منظمة "Healthwatch England"، التي تجمع آراء قاصدي الرعاية الصحية والاجتماعية في إنجلترا، العام الماضي من أن دراسة استقصائية عبر الإنترنت وجدت أن واحدًا من كل خمسة مرضى تم إحالتهم إلى الرعاية المتخصصة قد وقعوا في أزمة المواعيد أو الأخطاء الشائعة، مما جعلهم يعودون للطبيب العام.
وشمل ذلك المرضى الذين ألغيت مواعيدهم، أو الذين تم تحويلهم إلى عيادة خاطئة، أو تم حذفهم من قائمة الانتظار.
من جهتها، أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أن مواعيد بعض المرضى تُرفض عندما يكون هناك خيار رعاية بديل "ملائم أكثر"، مؤكدة أن هذا يحدث لحوالي 2% فقط من حالات الإحالة.