عرب لندن
أقدم سجين بريطاني على الانتحار، بعد رفض الحكومة مقترحات إعادة النظر في الأحكام الصادرة بحق السجناء المحكوم عليهم بالسجن إلى أجل غير مسمى (IPP)، وهي الأحكام التي ألغيت في عام 2012 بسبب مخاوف حقوق الإنسان، لكن الإلغاء لم يشمل من حُكم عليهم بالفعل قبل ذلك.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت”Independent“ كان شون ديفيز، وهو سجين يبلغ من العمر 30 عامًا، يقضي عقوبة لا تقل عن خمس سنوات منذ عام 2012 لجريمة عنيفة، وأمضى 11 عامًا في السجن حتى وفاته.
وفي رسالة انتحاره داخل سجن ” HMP Swaleside “ في كنت، عبر ديفيز عن يأسه من البطء في تقدم قضيته، وقلقه من تأثير ذلك على إعادة تصنيفه وتقييم لجنة الإفراج المشروط لسلوكه السابق. كما أوضح أنه لم يعد يرى أي أمل في الإفراج عنه، وأعرب عن أمله في أن يؤدي موته إلى تغيير قوانين حكم IPP.
ورغم إلغاء أحكام IPP في عام 2012، لا يزال آلاف السجناء، مثل شون ديفيز، محتجزين لفترات طويلة تتجاوز مدة عقوباتهم الأصلية.
وأوصت لجنة العدل المشتركة بين الأحزاب وفي عام 2022، بإعادة النظر في أحكام هؤلاء السجناء، ووصفت تلك الأحكام بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه". لكن وزير العدل السابق، دومينيك راب، رفض هذه التوصيات في فبراير 2023. بعد أن علم ديفيز برفض الحكومة للتوصيات، رفض الخضوع لتقييمات نفسية إضافية في الوحدة المتخصصة التي كان محتجزًا بها، وانتحر بعد نحو أسبوعين من تلقيه الخبر.
وبدورها انتقدت باتريشيا هاردينغ، كبيرة الأطباء الشرعيين لمنطقة كنت وميدواي، في تقرير "منع وفيات مستقبلية" الموجه إلى وزارة العدل، ضعف التواصل بين الموظفين خلال تسليم المهام، وعدم إجراء الفحوصات الصحية الضرورية في الليلة التي انتحر فيها شون ديفيز.
وأشارت هاردينغ إلى أن السجن كان يأوي حوالي 55 سجينًا من سجناء IPP، الذين يعتبرون عرضة أكبر لخطر الانتحار وإيذاء النفس، حيث توفي 90 سجينًا انتحارًا بعد فقدانهم الأمل في الإفراج.
ومن جانبها، دعت أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون التعذيب، الحكومة البريطانية الجديدة إلى إعادة النظر بشكل عاجل في قضية إعادة الحكم على سجناء IPP. ووصفت استمرار احتجاز هؤلاء السجناء بأنه "إدانة رهيبة" لنظام العدالة في المملكة المتحدة، ووجهت نداءً