بريطانيا: زيادة قدرها ستة أضعاف في شكاوى استغلال العمال الأجانب في قطاع الرعاية

عرب لندن 

سجلت شكاوى العمال الأجانب في قطاع الرعاية الاجتماعية بشأن الاستغلال في بريطانيا زيادة كبيرة بلغت ستة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية.

ووفقًا للكلية الملكية للتمريض (RCN)، تلقت المنظمة 134 بلاغًا في الفترة 2023-2024، حيث أفاد العمال بأن أرباب عملهم يطالبونهم بدفع مبالغ كبيرة لتغطية "تكاليف التوظيف" إذا قرروا مغادرة وظائفهم. وكان العدد قبل ثلاث سنوات لا يتجاوز 22 شكوى فقط.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان ”The Guardian" تشير هذه الزيادة إلى أن التوسع الكبير في توظيف العمال من الخارج قد سمح لبعض أرباب العمل بالاستغلال غير الأخلاقي للعمال الضعفاء. نيكولا رانجر، الأمينة العامة للكلية الملكية للتمريض (RCN)، وصفت الوضع بأنه "استغلال غير إنساني" ودعت إلى إجراء تحقيق حكومي عاجل.

تسببت جائحة كورونا وسياسات الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” في أزمة كبيرة في نقص الموظفين بقطاع الرعاية الاجتماعية، مما دفع الحكومة السابقة إلى تسهيل توظيف العاملين من الخارج. بين 2020-2021 و2023-2024، ارتفع عدد العاملين الدوليين في رعاية البالغين من 10,000 إلى 94,000، وفقًا لبيانات "Skills for Care".

 لكن هذا النظام الجديد أدى إلى ظهور شكاوى بشأن سوء المعاملة، حيث كشفت صحيفة "الغارديان" في وقت سابق من هذا العام أن عشرات العمال المهاجرين، الذين وُظِّفُوا من قبل 11 وكالة بريطانية مختلفة، اتهموا أرباب عملهم بالاستغلال. دفع هؤلاء العمال تكاليف معالجة التأشيرات التي وصلت إلى 20 ألف جنيه إسترليني، غالبًا لوكلاء في الهند، للحصول على عمل في المملكة المتحدة لم يتحقق.

وفي بعض الحالات، يُجبر العمال على دفع مبالغ كبيرة لمغادرة وظائفهم، أو يُهددون بالترحيل. التقارير أظهرت أن بعض هذه الممارسات قد تشير إلى علامات الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة.

وكانت إيفيت كوبر، وزيرة الداخلية البريطانية، قد وعدت بإجراء تحقيق في حال فوز حزب العمال بالانتخابات. وبناءً عليه جددت الكلية الملكية للتمريض دعوتها لإجراء تحقيق حكومي عاجل، بينما أكدت الحكومة الحالية أنها تعمل على معالجة هذه الممارسات غير الأخلاقية.