عرب لندن 

طالبت أسر ضحايا حادثة الطعن في نوتنغهام هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن توضح للمشاهدين أن الوثائقي المقرر عرضه حول الهجوم تم إنتاجه دون الحصول على موافقتهم. 

وعبرت العائلات المتضررة التي فقدت بارنابي ويبر وغريس أومالي-كومار (كلاهما 19 عامًا) وإيان كواتس (65 عامًا)، عن "صدمتها" إزاء عرض برنامج "بانوراما" مساء الاثنين، والذي يتضمن مقابلات مع أسرة القاتل فالدو كالوكان.

وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ قالت هذه العائلات ”إن هيئة الإذاعة البريطانية أبلغتهم بموعد عرض البرنامج قبل أسبوعين فقط، على الرغم من بدء تصويره منذ "أشهر". وأوضحت عائلة ويبر أنها لم تحصل على تفاصيل حول محتوى البرنامج ولم تُمنح فرصة للمساهمة فيه.

ويأتي هذا الخلاف في وقت تسعى فيه العائلات لتحقيق العدالة بعد قرار عدم محاكمة كالوكان، البالغ من العمر 32 عامًا، بتهمة القتل. بدلاً من ذلك، أُودع كالوكان في مستشفى نفسي بعد إقراره بالقتل غير العمد بسبب اضطراب عقلي. 

وكان قد حُكم عليه بالعلاج الإلزامي في المستشفى بعد قبوله تهمة القتل غير العمد بسبب مسؤوليته المخففة نتيجة حالته النفسية.

وفي المقابل، صرحت هيئة الإذاعة البريطانية أن الوثائقي يهدف إلى خدمة المصلحة العامة من خلال استعراض تدهور الحالة العقلية لكالوكان والتحقيق في ما إذا كانت هناك إخفاقات نظامية أو فرص ضائعة من قبل خدمات الصحة النفسية. وأكدت الشبكة أنها قدمت للعائلات المكلومة "نظرة عامة على محتوى البرنامج".

وكشف مصدر مقرب من العائلات يوم الأحد أن برنامج "بانوراما" الذي يحمل عنوان "هجمات نوتنغهام: البحث عن إجابات" قد قُدِّم للعائلات كأمر واقع، وأن طلباتهم للحصول على مزيد من المعلومات حول محتوى البرنامج قوبلت بالرفض. 

وأضاف المصدر: "نحن على علم بأن تخطط للترويج لمقتطفات من البرنامج طوال اليوم على قنواتها الإخبارية لزيادة الاهتمام. سيكون الأمر مرهقًا للعائلات التي لا تعرف محتوى البرنامج".

كما أوضح المصدر أن العائلات تطالب هيئة الإذاعة البريطانية بإدراج تحذير في البرنامج يوضح أنه أُنْتِج دون علمهم أو موافقتهم.

ومن المقرر عرض حلقة "بانوراما" في الليلة السابقة لنشر مراجعة حول كيفية تعامل خدمات الصحة النفسية في نوتنغهام مع كالوكان. قبل الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر من 13 يونيو 2023، قُيِّم كالوكان على أنه يعاني من اضطراب ذهاني من قبل خدمات الصحة النفسية، لكن صُنِّف على أنه يشكل خطرًا منخفضًا على الآخرين.

ورغم أن بعض أفراد أسرة كالوكان تواصلوا مع خدمات الصحة النفسية، إلا أن عائلات الضحايا تشعر أن تلك الاتصالات لم تكن كافية لتسليط الضوء على خطورة الوضع. ومن المقرر أن يتضمن برنامج "بانوراما" مقابلات مع أشخاص لم يتحدثوا عن الهجمات من قبل، حسبما أُبلغت العائلات. وقال المصدر إن انتظار العائلات لمعرفة محتوى الوثائقي في نفس وقت عرضه للجمهور قد أدى إلى "فقدان الثقة" في هيئة الإذاعة البريطانية.
وفي تصريح سابق لصحيفة "ذا صن"، عبرت إيما ويبر، والدة بارنابي، عن خيبة أملها الكبيرة وقلقها من كيفية تعامل هيئة الإذاعة البريطانية مع القضية، قائلة: "تشعر جميع العائلات بخيبة أمل وقلق كبيرين. نشعر بخذلان كبير. كنا نتوقع معاملة أفضل، وكنا نستحق ذلك".

وقد أثارت السيدة ويبر مخاوفها بشأن البرنامج مع وزير الصحة ويس ستريتينج، الذي يُفهم أنه تواصل مع هيئة الإذاعة البريطانية للتعبير عن قلقه حول طريقة تعاملهم مع العائلات.

وفي رد رسمي، قال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية: "نتعاطف بشدة مع العائلات، وفريق بانوراما كان حريصًا على التعامل مع هذا البرنامج بحساسية بالغة. لقد تواصلوا مع العائلات المكلومة لإبلاغهم بالبرنامج وتقديم نظرة عامة على محتواه التحريري. تم إنتاج هذا التحقيق، الذي يخدم المصلحة العامة، وفقًا لإرشادات التحرير في هيئة الإذاعة البريطانية."

 

 

 

 

 

 

السابق السجن لبريطانية خمسينية بعد دعوتها لتفجير مسجد وسط تصاعد أعمال شغب اليمين المتطرف
التالي تغريم جمعية إسكان بريطانية لتقاعسها عن إصلاح نافذة مما أدى إلى إصابات خطيرة للأسرة