عرب لندن
أُصدر حكم على شركة "X" - تويتر سابقا- بدفع غرامة قياسية تريد عن 470 ألف جنيها إسترلينيا لموظف سابق كان يعمل في مقارها الأوروبي في إيرلندا، بعد أن تبين أنه تعرض للفصل التعسفي عندما لم يستجب لرسالة بريد إلكترونية من مالك المنصة إيلون ماسك.
وعندما دفع ماسك 44 مليار دولار في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 مقابل الحصول على منصة التواصل الاجتماعي، التي أعاد تسميتها في العام التالي إلى "X"، كان الموظف المعني غاري روني، مديرا لقسم "مصدر الدفع والمشتريات"، وهو دور يدار في مكتب تويتر الدولي في دبلن.
وفي غضون أسابيع من عملية الاستحواذ، أرسل الملياردير رسالة إلى الموظفين يوضح فيها رؤيته للعمل.
وكتب رجل الأعمال الملياردير: "للمضي قدمًا، لبناء تويتر 2.0 والنجاح في عالم تتزايد فيه المنافسة، سنحتاج إلى أن نكون متشددين للغاية".
وتابع:"وهذا يعني العمل لساعات طويلة بأداء عال. الأداء الاستثنائي فقط هو الذي سيشكل درجة النجاح.
عُرفت الرسالة باسم "مفترق الطريق"، وهي عبارة استخدمها ماسك مرة أخرى هذا الأسبوع في إشارة إلى أمريكا، خلال مقابلة في وقت متأخر من يوم الإثنين مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قال فيه رئيس شركة تيسلا إنه يقدم "الطريق إلى الازدهار".
وفي رسالة البريد الإلكتروني، كتب ماسك: "إذا كنت متأكدًا من أنك تريد أن تكون جزءًا من تويتر الجديد، فيرجى النقر فوق نعم على الرابط أدناه"، مضيفًا أن الموظفين الذين لم يفعلوا ذلك سيحصلون على مكافأة نهاية الخدمة لمدة ثلاثة أشهر.
وعلمت لجنة علاقات العمل الأيرلندية (WRC)، وهي محكمة العمل في البلاد، أن روني لم ينقر على خيار "نعم".
وبعد ثلاثة أيام، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، تلقى روني بريدًا إلكترونيًا آخر من الشركة "بالاستقالة وقبول عرض الخروج الطوعي".
تم إخبار روني، الذي كان يعمل مع الشركة منذ عام 2013، بأنه قد استقال في 18 نوفمبر وأنه تم إلغاء وصوله إلى أنظمة تويتر.
وبعد أسبوع، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى تويتر يقول فيه: "لم أُعبر إلى تويتر في أي وقت من الأوقات بأنني سأستقيل من منصبي، ولم أر أي اتفاق انفصال، ناهيك عن قبوله".
وفي الأدلة المقدمة خلال جلسة استماع في دبلن استمرت خمسة أيام، أخبر روني لجنة علاقات العمل الأيرلندية (WRC) بأنه قبل تغيير الملكية الذي شهد سيطرة " ماسك " على المنصة، كان يحب وظيفته.
قال روني إن أول رد فعل له على البريد الإلكتروني الذي يحمل عنوان "مفترق الطرق" شعر بالخوف في البداية من فتحه الرسالة لاعتقادة يكون بريدًا عشوائيًا أو برامج ضارة.
وبعد تلقي البريد الإلكتروني، كتب إلى زميل له على نظام المراسلة الداخلي للشركة قائلاً: “أحتاج إلى التنحي من أجل مصلحتي. أنا منزعج للغاية مما يحدث هنا هذه الأيام".
وفي رسالة إلى زميل آخر، قال روني: "نسخة تويتر 2.0 لن تصلح لي ولكم".
وتدعي إدارة تويتر أن عدم نقر روني على خيار "نعم" في البريد الالكتروني أشار إلى أنه "استقال طوعا".
وقالت لورين ويجمان، مديرة الموارد البشرية في الشركة، خلال جلسة الاستماع، إن البريد الإلكتروني تم إرساله إلى موظفين في أيرلندا لم يكونوا ضمن 140 موظفًا تم الاستغناء عن خدماتهم بالفعل بعد عملية استحواذ ماسك على المنصة. وقالت إن 235 من أصل 270 موظفًا تلقوا الرسالة نقروا بـ "نعم".
أما بالنسبة للموظفين الـ35 المتبقين، فقالت: "لقد قبلنا استقالاتهم".
وقالت ويجمان إن الحالة المزاجية بين العمال في ذلك الوقت كانت مختلطة، حيث كان البعض متحمسًا لـنسخة "Twitter 2.0" بينما كان البعض الآخر لديه مشاعر سلبية تجاه التغيير وأرادوا المغادرة.
وفي النتائج التي توصل إليها، والتي نُشرت في وثيقة قرار مكونة من 73 صفحة، قال القاضي في "WRC" مايكل ماكنامي إن كون مدة الإشعار 24 ساعة ليست "معقولة".
وقال إن رسائل روني إلى زملائه التي توضح تحفظاته بشأن استحواذ ماسك على الشركة "ليس لها أي صلة بالسؤال المتعلق بالسبب الذي أدى إلى إنهاء عمل صاحب الشكوى".
أما بالنسبة للتعويض الذي حصل عليه روني والبالغ
إجمالي مكافأة الفصل التعسفي البالغة 550 ألف يورو أي (470 جنيها إسترلينيا) ، وهو رقم قياسي إيرلندي، يتكون من مكافأة إنهاء خدمات روني البالغة 350 ألف يورو في الفترة من يناير 2023 إلى مايو 2024 والأجر المستقبلي عن عمله والمقدر بـ 200 ألف يورو.
وقال باري كيني، محامي روني، إنه سعيد "بالنتيجة الواضحة التي لا لبس فيها بأن موكلي لم يستقيل من وظيفته ولكن تم فصله تعسفيا من وظيفته، على الرغم من سجله الوظيفي الممتاز ومساهمته في الشركة على مر السنين".
وقال: "ليس من المقبول للسيد ماسك، أو أي شركة كبيرة أن تعامل الموظفين بهذه الطريقة في هذا البلد. ويعكس الحكم القياسي جدية القضية وخطورتها.