عرب لندن
قضت محكمة بريطانية بإدانة هونغشي شياو، معالج بديل، بالقتل غير العمد بسبب الإهمال الجسيم، وذلك إثر وفاة امرأة في السبعين من عمرها تدعى دانيل كاري-غوم، خلال ورشة علاجية بالصفع والضرب في ويلتشير.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت ”Independent“ توفيت كاري-غوم، التي كانت تعاني من داء السكري من النوع الأول، في "كليف هاوس" في "سند"، ويلتشير، في أكتوبر 2016، بعد أن توقفت عن تناول دواء الإنسولين بناءً على نصائح شياو خلال فعالية علاجية تعرف بـ "بايدا لاجين". هذه الطريقة تتضمن تعريض المرضى للضرب أو ضرب أنفسهم بشكل متكرر.
وخلال محاكمته في محكمة "وينشستر كراون"، أدين هونغشي شياو، البالغ من العمر 61 عامًا، بالقتل غير العمد بسبب الإهمال الجسيم. وقد حُوكِم بعد تسليمه من أستراليا، حيث كان قد واجه قضايا قانونية سابقة تتعلق بوفاة صبي في السادسة من عمره، توفي بعد أن أوقف والداه دواء الإنسولين بناءً على تعليمات شياو في ورشة عمل مماثلة في سيدني.
واستمعت المحكمة إلى أن كاري-غوم، التي شُخِّصَت بداء السكري من النوع الأول في عام 1999، بدأت تعاني من آلام شديدة وحالة صحية متدهورة بعد أن توقفت عن تناول الإنسولين بناءً على تعليمات شياو. توفيت في اليوم الرابع من ورشة العمل، حيث كانت قد أصبحت "تتقيأ وتبدو متعبة وضعيفة" قبل أن تصرخ من الألم، وتفقد قدرتها على الاستجابة للأسئلة.
وفي سياق المحاكمة، قال المحامي دوقان أتكينسون، الذي قدم الادعاء، إن كاري-غوم كانت تبحث عن بدائل للعلاج بالإنسولين؛ بسبب نظامها الغذائي النباتي وخوفها من الإبر، وقد حضرت ورشة علاجية لشياو في بلغاريا في يوليو 2016، حيث تأزمت حالتها الصحية بعد توقيف الإنسولين.
واستأنفت كاري-غوم تناول الدواء وتعافت، لكنها عادت لحضور ورشة شياو في ويلتشير في أكتوبر من نفس العام. هناك، قال لها شياو "أحسنت" بعد أن أخبرته بأنها توقفت عن تناول الإنسولين، مما أدى إلى تفاقم حالتها الصحية بشكل كبير.
قال أتكينسون إن شياو لم يتخذ أي إجراء للحصول على مساعدة طبية لكاري-غوم قبل وفاتها. وأوضح أن المتهم فشل في التعامل مع حالتها المتدهورة، مشيرًا إلى أن شياو كان يروج لطريقة "بايدا لاجين" كبديل أكثر أمانًا وفعالية من العلاجات الطبية التقليدية، على الرغم من أنه لا يمتلك أي مؤهلات طبية.
وصرح شياو خلال المحاكمة أنه لن "يطلب أبدًا" من شخص يحتاج إلى الإنسولين عدم تناوله، وأضاف أن الإنسولين "مفيد". وأكد على أنه ليس ضد استخدام الأدوية، لكنه كان قلقًا من الآثار الجانبية للأدوية.
وبعد صدور الحكم، صرحت روزماري أينسلي، رئيسة خدمة الادعاء الملكية، بأن شياو كان على دراية بالعواقب المحتملة لتوقف كاري-غوم عن تناول الإنسولين، وأن هذه العواقب قد تكون قاتلة. وأضافت أن شياو، باعتباره المسؤول، فشل في التعامل بشكل مناسب مع الحالة الحرجة لكاري-غوم، مما أدى إلى وفاتها ويعكس إهمالاً جسيماً.