عرب لندن 
 

كشفت أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ”ONS“ أن سرقة المحلات في المملكة المتحدة قد بلغت أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات قبل 20 عامًا، حيث ارتفعت الحوادث بنسبة 30% في العام الماضي، ليصل إجمالي عدد الجرائم المسجلة إلى 443,995، بزيادة تزيد عن 100 ألف عن العام السابق.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت ””Independent قال وحيد دولتزاي، صاحب متجر في شرق لندن، الذي يعاني من مشكلة سرقة المحلات بشكل لم يسبق له مثيل، ”لا يمكنك تصديق ما تراه أحيانًا“.

وأشار دولتزاي إلى أن السرقات لا تقتصر على الفقراء فقط، بل تشمل أيضًا أشخاصًا أنيقين يسرقون منتجات مثل العسل، مشروبات البروتين والشوكولاتة، ومشروبات الطاقة.

أصحاب المتاجر في شرق لندن أخبروا صحيفة "الإندبندنت" أن المشكلة كانت سيئة للغاية لدرجة أنهم توقفوا عن حساب تكلفة البضائع المفقودة. وقال دولتزاي: "في النهاية، لا أثق بأحد، بغض النظر... أنيق، فقير، غني، أو بلا مأوى".

وذكر دولتزاي أنه وبسبب تزايد الحوادث، توقف متجره الذي يعمل على مدار الساعة عن بيع الكحول بعد الساعة الثانية صباحًا. وأوضح: "لا يزال الناس يركلون الأبواب ويبدأون بالصراخ علينا."

وأشار دولتزاي إلى أن اللصوص من جميع الأعمار والخلفيات يستهدفون الآن البضائع ذات القيمة العالية مثل السجائر الإلكترونية والمشروبات الكحولية وحتى العسل.

وأوضح دولتزاي أنه اضطر إلى وضع زجاجات نبيذ "Magnum" خلف المنضدة؛ بسبب شعبيتها واحتوائها على نسبة كحول 16.5%.

وعرض زميل دولتزاي عدة مقاطع للصوص يستهدفون متجرهم، حيث أظهرت المقاطع سرقات متنوعة من سجائر إلكترونية وزجاجات مياه ونبيذ.

وبدوره قال إيدي باتيل، 61 عامًا، الذي يعمل في متجر منذ 17 عامًا: "أكثر الأوقات التي ينشط فيها اللصوص هي بين الساعة العاشرة مساءً ومنتصف الليل، وعادة ما تكون عطلات نهاية الأسبوع هي الأسوأ. كما تتعرض النساء الشابات للهجوم بانتظام عندما يكن في نزهة ليلية".

وأشار باتيل إلى أن المتجر لم يعد يقبل بطاقات الدفع بدون تلامس في الليل بسبب سرقاتها المتكررة، موضحًا: "عندما اتصل بالشرطة، يقولون لي "ألا أقلق ما لم تتجاوز قيمة السلع المسروقة 500 جنيه إسترليني."

ومن جانبها أكدت شرطة العاصمة لـ"الإندبندنت" أنها لا تضع حدًا أدنى لتكلفة السلع المسروقة لبدء تحقيق في سرقة المحلات، وأنها تتعامل مع كل بلاغ بشكل منفصل وفقًا للظروف المحيطة به.

ويذكر  أن أزمة تكلفة المعيشة أدت إلى ارتفاع أسعار التسوق الأسبوعي في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مما جعل بعض الناس غير قادرين على تحمل تكاليف الضروريات الأساسية. وقد أُشِير إلى هذه الأزمة كأحد الأسباب الرئيسية لارتفاع حوادث سرقة المحلات.

وقالت مؤسسة "St Giles"، وهي مؤسسة خيرية تدعم الأشخاص المتأثرين بالفقر والبطالة والتشرد، إن ارتفاع حوادث سرقة المحلات كما ورد في أرقام مكتب الإحصاء الوطني لم يكن مفاجئًا. وأضافت: "أزمة تكلفة المعيشة دفعت الناس إلى ظروف غالبًا ما تكون مروعة."

 

 

 

السابق دراسة: أكثر من ثلث البالغين في بريطانيا يتوقفون عن قراءة الكتب للتسلية والمتعة
التالي إلغاء خطة رواندا والتحول إلى نظام اللجوء سيوفر 7 مليارات جنيه إسترليني