عرب لندن
قالت سويلا برافيرمان إن حزب المحافظين يواجه خطر التحول إلى مجموعة من "المتطرفين الوسطيين"، وذلك بعد تلقيها دعوات للانسحاب من سباق قيادة الحزب لتوحيد الجناح اليميني خلف روبرت جنريك.
ومن المتوقع أن تعود برافرمان، الوزيرة السابقة للداخلية، إلى سباق القيادة بعد محاولتها السابقة في عام 2022 لخلافة بوريس جونسون.
ويقترح البعض أن تتوصل برافرمان إلى اتفاق مع وزير الهجرة السابق في عهدها جينريك، وهو مرشح محتمل آخر، لتجنب تقسيم الجناح اليميني للحزب.
ومستنكرةً الدعوات التي تطالب الحزب بالتحول نحو الوسط قبل الانتخابات العامة المقبلة، صرحت برافرمان لصحيفة "ذا تلغراف": "أنا مرعوبة من أن حزبنا ما زال يرفض تعلم الدرس الواضح من انتخابات 2024".
وأضافت: "إذا لم نتمكن من استعادة الناخبين الذين قمنا بصدهم بانتظام وتفاخر، فسوف نحول حزب المحافظين إلى نسخة القرن الواحد والعشرين من حزب الليبراليين في القرن العشرين".
وتابعت: "يمكننا أن نفعل أفضل من أن نكون مجموعة من المتطرفين .. الذين يجعلون من مهمتهم إهانة ناخبينا المفترضين لعدم كونهم متفاخرين ومتعالين كما نحن".
كما انتقد كل من برافرمان وجنريك بشكل شديد سجل حزب المحافظين في قضايا الهجرة، ودعوا إلى خروج المملكة المتحدة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
ووفقا لـ"التلغراف"، قال أحد النواب البارزين في حزب المحافظين أن برافرمان ستكون "كارثة لأنها المرشحة الأكثر يمينية"، داعيًا إياها إلى "التنحي والتخلي عن المنافسة لصالح روبرت".
وأضاف وزير سابق آخر من الجناح اليميني للحزب: "أفضل شيء يمكنها فعله هو أن تتحد مع جنريك."
وجاءت هذه التصريحات بعد أن نفى متحدث باسم السيدة برافرمان تقارير في صحيفة "آي" التي أفادت بأنها تفكر في الانتقال إلى حزب "الإصلاح" بقيادة نايجل فاراج.
وفي حديثها إلى "التلغراف"، أكدت برافرمان أن حزب المحافظين يجب أن يتعلم من هزيمته التاريخية في الانتخابات، التي حصد فيها حزب "الإصلاح" على أكثر من أربعة ملايين صوت.
وقالت: "إذا استمرينا في الاختلاف مع حزب الإصلاح في العديد من القضايا الأساسية، فلن نستعيد تلك الأصوات."
وأضافت: "ليس لدينا حق مقدس للحصول عليها. أي زعيم محافظ يرفض ناخبي حزب الإصلاح يضاعف من القرارات الكارثية التي سمحت بها حكومة ريشي سوناك الأخيرة.
وذكرت مصادر مقربة من وزيرة الداخلية السابقة أن الحملات الانتخابية المتنافسة تبذل جهدًا منسقًا لـ"تدمير سويلّا"، بينما يعتقدون في الوقت ذاته أن لديها نفوذًا كافيًا بحيث يجب عليها أن تدعم مرشحهم المختار.
وأصروا أيضًا على أن السيدة برافرمان والسيد جينريك صديقان حميمان، لكنهم شككوا في مؤهلاته اليمينية، بينما أشاروا إلى معارضتها لاتفاق تيريزا ماي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في جميع "التصويتات المهمة" الثلاثة في عام 2019.
وفي مقابلة مع صحيفة التلغراف يوم السبت، قال جينريك إن حججه بشأن الهجرة والإسلاموية وُصفت بأنها "يمينية للغاية" لكنه أصر على أنها "وجهات نظر سائدة".
وفي سياق منفصل، حثت برافرمان رئيس الوزراء كير ستارمر على إلغاء الحد الأقصى لمزايا الطفلين، وهو مطلب قدمه السياسيون من حزب اليسار العمالي.
وكتبت لصحيفة التلغراف، قائلة إزالة حد الطفلين سيكون ميسور التكلفة، مشيرة إلى أن تكلفتها تقدر بـ 1.7 مليار جنيه إسترليني.
وقالت إن السياسة فشلت في ثني الأسر الفقيرة عن إنجاب المزيد من الأطفال، وأضافت: "يجب على المحافظين إعادة بناء نفسهم كحزب أساسي للأسرة. نحن بحاجة إلى دعم الأسر بجميع أشكالها، وإلا سنواجه أزمة".
واجه السير ستارمر أيضًا ضغوطًا من روزي دوفيلد، عضوة البرلمان العمالي، لإلغاء الحد الأقصى لمزايا الطفلين، والذي زعمت أنه يرقى إلى مستوى "التطهير الاجتماعي".
وأضافت: “يحتاج حزب العمال إلى الاعتراف بأن هذه قضية تطهير اجتماعي، وتشريع مناهض للنسوية وغير متكافئ، وأن يلغيه بما يتماشى مع موقف حزبنا السابق منذ تأسيسه".
ومن الجدير بالذكر أنه سيتم الإعلان عن القواعد والجدول الزمني للمنافسة المقبلة على قيادة حزب المحافظين هذا الأسبوع بعد اجتماع آخر للجنة 1922 ذات النفوذ من نواب المقاعد الخلفية.