عرب لندن
تخطط وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز، لإعادة إطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة إذا فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات المقررة في نوفمبر. جاء هذا الكشف من خلال مقابلة أجرتها ريفز مع صحيفة "التلغراف" في فبراير، والتي لم تُنشر في ذلك الوقت.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف ”Telegraph“ تأتي تصريحات ريفز في إطار استعداداتها للتعامل مع احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في الوقت الحالي، تزداد فرص فوز ترامب بعد أن تجمع الحزب الجمهوري حول مرشحه إثر محاولة اغتيال تعرض لها. وفي المقابل، تتزايد الضغوط على جو بايدن للتنحي عن السباق الرئاسي، مما يثير تكهنات بأنه قد ينسحب من السباق قريبًا.
وكانت فكرة إبرام اتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة مطروحة منذ فترة طويلة. اعتبر المؤيدون لبريكست أن هذه الاتفاقية ستكون واحدة من الفوائد المحتملة للخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016. ومع ذلك، وبعد مرور ثماني سنوات، لم يُحقق هذا الاتفاق. رغم أن المفاوضات كانت قد اقتربت من التوصل إلى اتفاق قرب نهاية فترة ترامب الأولى، عندما كان بوريس جونسون رئيسًا للوزراء، إلا أن المحادثات توقفت بعد وصول بايدن إلى الرئاسة، حيث لم تسع إدارته إلى إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية.
أوضحت ريفز في تصريحاتها أن أي اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة يجب أن تكون في مصلحة المملكة المتحدة الوطنية وتتطلب مفاوضات معقدة في عدة مجالات. وأضافت قائلة: "أرغب في إبرام اتفاقيات تجارة حرة مع دول مختلفة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا."
من جهته، أكد مصدر في وزارة الخزانة يوم الجمعة أن الموقف لم يتغير، حيث قال: "نسعى لتحسين علاقات التجارة مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة."
قد تكون إعادة فتح المفاوضات حول الاتفاقية التجارية فرصة مبكرة لتحقيق توافق بين قيادة حزب العمال في كيفية التعامل مع إدارة ترامب المحتملة. في هذا السياق، أشار ديفيد لمّي، وزير الخارجية، إلى أنه عمل على بناء علاقات مع دوائر الجمهوريين المؤيدين لترامب، رغم انتقاداته السابقة للرئيس السابق. كما التقى لمّي بالسناتور الأمريكي جي دي فانس، الذي تم ترشيحه من قِبل ترامب لمنصب نائب الرئيس، وأشاد بكتابه "مرثية هيلبيلي."
تحدث ترامب وبوريس جونسون عن إبرام اتفاقية تجارية "كبيرة" بين البلدين خلال فترة قيادتهما. على الرغم من التقدم الذي أُحرز في المفاوضات في عام 2020، لم يُتوصَّل إلى اتفاق بسبب الخلافات حول القضايا المعقدة مثل الوصول إلى الأسواق الزراعية، وذلك قبل هزيمة ترامب في الانتخابات.
بحسب دبلوماسي بريطاني سابق في واشنطن، لا يمكن ضمان أن يتبنى ترامب موقفًا إيجابيًا تجاه حكومة حزب العمال إذا فاز بالانتخابات. وأوضح الدبلوماسي قائلاً: "إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد يكون مجرد اتفاق رمزي. أعتقد أن أي اتفاق سيكون محدودًا تحت إدارة ترامب ولن يكون مشابهًا لما كان عليه الحال مع حكومة جونسون."
ستُجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، وستبدأ فترة الرئاسة الجديدة في 20 يناير 2025، مما سيؤثر على طبيعة العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.