عرب لندن
اختتم رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، اليوم الخميس، اجتماعًا ضم أكثر من 45 من قادة أوروبا بالقرب من أكسفورد في المملكة المتحدة. وهدف الاجتماع إلى تعزيز العلاقات بين بريطانيا وأوروبا، مع التركيز على دعم أوكرانيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي ختام الاجتماع في قصر بلينيم، مسقط رأس ونستون تشرشل، شمال غرب لندن، قال ستارمر: "لقد عادت بريطانيا إلى الساحة الدولية". وأكد بفخر أنه يغادر القمة بعلاقات أقوى مع أوروبا.
وكانت هذه القمة الرابعة للجماعة السياسية الأوروبية، التي حضرها أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد شكلت القمة فرصة للأوروبيين لرص الصفوف حول أوكرانيا في ظل عدم اليقين الذي تفرضه احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلال الأشهر القادمة.
وتركزت المحادثات بين قادة الدول الأوروبية الـ47 على دعم كييف والديموقراطية وأمن الطاقة والهجرة. وقال ستارمر، زعيم حزب العمال الذي تولى السلطة في الخامس من يوليو، إن توافقًا ظهر خلال المناقشات للتصدي للعصابات الإجرامية التي تنظم الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وفي بيان له، شدد ستارمر على أن القمة تمثل بداية نهج جديد لحكومته تجاه أوروبا، مؤكدًا دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي والدفاع ضد نشاطات موسكو المزعزعة للاستقرار في أوروبا.
كما يعتزم ستارمر، مثل سلفه ريشي سوناك، تعزيز التعاون مع أوروبا لمكافحة الهجرة غير النظامية، متعهدًا بالتصدي للمهربين الذين يسمحون لآلاف المهاجرين بالوصول إلى المملكة المتحدة عبر المانش.
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع أوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2020، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التزام فرنسا بتحسين الوضع بشكل مستمر.
وأبدت أوروبا ترحيبًا إيجابيًا إلى حد ما بفكرة "وضع تصور جديد" للعلاقات مع بريطانيا، ولكن بروكسل تنتظر تفاصيل مقترحات الحكومة البريطانية الجديدة، خاصة في مجال الأمن، مؤكدة أنه من غير الوارد إعادة فتح المفاوضات حول اتفاقات بريكست.
وأشار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى أن قمة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ستكون مفيدة في الأشهر المقبلة لإظهار أن العلاقة بين لندن وبروكسل استراتيجية.
الجماعة السياسية الأوروبية، التي أُنشئت في أكتوبر 2022 بناءً على اقتراح ماكرون وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، تضم أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ27 ودولاً أخرى في القارة للتشاور حول قضايا الأمن والاستقرار.
لأول مرة، دُعي مسؤولون من حلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحضور الاجتماع، الذي يعد الرابع بعد براغ (تشيكيا) وكيشيناو (مولدافيا) وغرناطة (إسبانيا).
من المقرر عقد القمة المقبلة في نوفمبر في المجر، ثم في ألبانيا والدنمارك عام 2025. وعلى هامش اللقاءات، عقد اجتماع جمع رئيسة مولدافيا مايا ساندو وإيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وكير ستارمر، حيث أكد ماكرون على دعمهم الثابت لسيادة مولدافيا ووحدة أراضيها وتعزيز الجهود المشتركة.