عرب لندن 

تظهر في الصورة المرفقة مثالان عن التغطية الإعلامية المختلفة تجاه الأحداث المتشابهة في مناطق النزاع في كل من أوكرانيا وغزة. 

على الجانب الأيسر، نرى عنوانًا من "الغارديان" بتاريخ 15 نوفمبر 2023، يتحدث عن دخول جيش الاحتلال إلى مستشفى الشفاء في غزة كجزء من عملية "مستهدفة" ضد حماس. 

بينما على الجانب الأيمن، يظهر عنوان آخر من "الغارديان" بتاريخ 8 يوليو 2024، يصف القصف الروسي لمستشفى الأطفال في كييف بأنه "لا توجد كلمات لوصفه". 

هذا التباين في الصياغة يعكس تحيزًا في التغطية الإعلامية، حيث يتم استخدام لغة تبريرية وتحجيمية لوصف الأحداث في غزة، مقابل لغة تعاطفية وقوية لوصف الأحداث في كييف، مما يشير إلى ازدواجية المعايير والتحيز ضد الغزيين مقارنةً بالأوكرانيين.

وبالمتابعة للتقرير حول غزة، تبين أن التقرير قد حذف مع رسالة تشير إلى أنه قد "أغلق". غير أن تقارير أخرى نشرت في نفس اليوم (15 نوفمبر)، جاء فيها: 

"دخلت القوات الإسرائيلية مجمع المستشفى، ونفذت ما أسمته "عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة" من المجمع الطبي. وقالت إسرائيل إن الجيش شن الغارة لأن حماس لديها مركز قيادة تحت المستشفى وتستخدم أنفاقا متصلة لاحتجاز الرهائن، وهو ادعاء نفته حماس."

ولم يذكر هذا التقرير أية تفاصيل حول الضحايا أو المشهد العام للمدنيين المتضررين. 

وفي تقرير آخر كتبت الغارديان تقريرها بحسب رواية جيش الاحتلال إذا قالت: "دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في غزة في وقت مبكر من صباح اليوم، ونفذت ما أسمته "عملية دقيقة ومستهدفة" ضد حماس في منطقة "محددة" من المجمع الطبي.

ويمثل قرار إرسال قوات إلى المستشفى تصعيدا للهجوم الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وسيزيد من الدعوات لوقف إطلاق النار التي تقاومها إسرائيل حتى الآن.

وقال يوسف أبو الريش، المسؤول في وزارة الصحة داخل المستشفى، إنه رأى دبابات داخل المجمع و"عشرات الجنود والقوات الخاصة داخل مباني الطوارئ والاستقبال".

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصال بالعاملين الصحيين في المستشفى. 

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسو: "نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم".

وتُظهر التغطية الإعلامية للأحداث في غزة غيابًا واضحًا لصيغة التعاطف عند كتابة التقارير، حيث تفتقر هذه التقارير إلى اللغة التي تثير المشاعر الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ انعدام التفاصيل حول الجرحى والقتلى في هذه التقارير، مما يقلل من حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة ويعكس تحيزًا إعلاميًا في تغطية الصراع.

في الجانب الآخر، بدأت "الغارديان" تقريرها عن كييف بعنوان مشحون بالعواطف، حيث استخدمت عبارة "لا كلمات تعبر": الرعب الذي خلفه القصف الروسي لمستشفى الأطفال في كييف". هذا الاستخدام للغة يعكس مستوى عاليًا من التعاطف مقارنة بمستواه تجاه غزة. 

لم تكتفِ "الغارديان" بالعواطف فقط، بل وصفت المشهد بطريقة قصصية، حيث كتبت: "جلس الأطفال في صمت مذهول، وكانت أجسادهم الهشة لا تزال مقيدة بالقطرات الطبية خارج مستشفى أوخماتديت للأطفال في وسط كييف، حيث أقيمت عيادة ميدانية مرتجلة. لم يمض وقت طويل حتى خرجوا من ملجأ المستشفى المظلم المغبر، وكانت أعينهم لا تزال تتكيف مع الضوء. اندفعت امرأة مسرعة وهي تحتضن طفلاً ملطخًا بالدماء."

ولا شك أن هذه الازدواجية في المعايير تعكس تحيزًا إعلاميًا يؤثر على كيفية تلقي الجمهور للأخبار وفهمهم لحجم المآسي الإنسانية في مناطق النزاع المختلفة، خاصة الجمهور الأجنبي. 

السابق العثور على زوجة وابنتي مقدم برامج في بي بي سي مقتولين في منزلهم
التالي شرطي تجسس قاد فرعا خاصا يعترف باتهام ناشط خطأ بمؤامرة تفجير قاعدة عسكرية