عرب لندن 

نشر موقع "Declassified" الاستقصائي البريطاني تقريرا حول تمويل رجال أعمال إسرائيليين لحزب العمال، بمبالغ تعدت المليون جنيه إسترليني. 

وقال الموقع أن رجل الأعمال ستيوارت رودن وهو رئيس شركة "Hetz" للاستثمار الجريء، قدم لحزب العمال أكثر من نصف مليون جنيه إسترليني قبيل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة.  

وتم تسجيل تبرعاته البالغة 570 ألف جنيه إسترليني لدى اللجنة الانتخابية، فور دعوة ريشي سوناك لإجراء الانتخابات العامة. 

ويعد رودن واحدا من بين عدد من رجال الأعمال المؤيدين لإسرائيل في بريطانيا الذين ساهموا في انتخابات حزب العمال، إذا تبرعت شخصيات مثل غاري لوبنر أيضًا بمبلغ 900 ألف جنيه إسترليني للحزب في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب "Declassified"، انضم إلى رودن في شركته مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين الذي خدم الكثير منهم في وحدات استخبارات نخبوية. 

كما أن رودن هو الممول الرئيسي لبرنامج تعليمي صهيوني في بريطانيا يعلم الأطفال أن قوات الدفاع الإسرائيلية تتصرف بشكل متناسب في غزة.

وبدأ رودن العمل في مدينة لندن في الثمانينيات وأطلق شركة "Hetz Ventures" في عام 2018. 

وقدر صافي ثروته في قائمة "Sunday Times Rich List" للعام التالي بحوالي 280 مليون جنيه إسترليني، مما وضعه ضمن أغنى 500 شخص في بريطانيا.

وتصف شركته، "Hetz"، نفسها بأنها "المستثمر الأول للشركات الناشئة الإسرائيلية الطموحة في مراحلها المبكرة". 

ويقع مقر الشركة في تل أبيب، والشركاء المؤسسون الثلاثة للشركة هم رودن، ورئيس حزب المحافظين السابق اللورد آندرو فيلدمان، وجندي القوات الخاصة الإسرائيلية السابق المولود في لندن يهوذا توب.

وقد خدم توب 111 يومًا في قوات الاحتياط الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، على ما يبدو في غزة، وهو ما وصفه بأنه "امتياز وليس عبئًا".

كما وصفت صحيفة فايننشال تايمز فيلدمان بأنه "أقدم صديق سياسي لديفيد كاميرون".

ومن بين الأعضاء الآخرين في فريق قيادة شركة "Hetz"، بافيل ليفشيز ويائيل برشيشيت، وكلاهما خدما في وحدات النخبة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

وقد تطوعت الشركة لصالح "المجهود الحربي" الإسرائيلي في غزة "من خلال تعبئة المواد الغذائية والتبرعات والزراعة".

ودافع رودن عن الجيش الإسرائيلي خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا مع الصحافة البريطانية.

فقد قال لصحيفة "سبيكتاتور" في 12 أكتوبر/تشرين الأول إن جيش الدفاع الإسرائيلي "سيبذل كل ما في وسعه، كما فعل دائمًا، لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، مجادلًا بأن إسرائيل منخرطة في "صراع الحضارات" حيث يحترم أحد الطرفين حياة المدنيين وحقوق الإنسان، بينما لا يحترم الطرف الآخر ذلك. 

وبحلول ذلك الوقت، ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 1500 شخص.

وأضاف رودن أنه "لم يكن ليصوت على الإطلاق لصالح جيريمي كوربين"، بل صوت بشكل نشط ضده. 

كما أن رودن هو الممول الرئيسي أيضا لمبادرة تعليمية صهيونية تسمى "I-gnite"، والتي تأسست بعد حرب إسرائيل على غزة في عام 2021.

 وتهدف المبادرة إلى "دعم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور" في بريطانيا "للعثور على صوتهم عند مناقشة شأن إسرائيل ومعاداة السامية".

ويحتوي موقع "I-gnite" الالكتروني على محتوى معلوماتي حول "الأسئلة الكبرى" المحيطة بإسرائيل وفلسطين، مثل الفصل العنصري والاستعمار والإبادة الجماعية والاحتلال.

وتقول المجموعة: "إن وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري هو أمر مهين وزائف وإهانة لملايين السود في جنوب إفريقيا وغيرهم ممن عانوا في ظل أنظمة الفصل العنصري الحقيقية".

وفي المجمل تبرع رودن بأكثر من مليون جنيه إسترلينيلحزب العمال منذ عام 2023. 

وقد قام بتمويل الحزب بشكل مباشر بالإضافة إلى وزيري الظل بريدجيت فيليبسون وليزا ناندي.

وعند مقارنة تبرعاته بتبرعات ممول آخر مناصر لإسرائيل وهو غاري لوبنر، يتبين أن تبرعات رودن تعد لا شيء مقابل الـ 6 ملايين جنيه إسترليني التي تبرع بها لوبنر للعمال منذ أن أصبح ستارمر زعيما للحزب. 

وكان لوبنر شرطيًا في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتبرعت عائلته للحزب الوطني الحاكم المتعصب للبيض. ويدّعي لوبنر أنه عارض نظام الفصل العنصري. 

إن حجم تمويل حزب العمال من رجال الأعمال المؤيدين لإسرائيل كبير ويتجاوز الـ 5.9 مليون جنيه استرليني التي تلقاها الحزب من النقابات العمالية العام الماضي.

ووصلت التبرعات لحزب العمال من الأفراد والشركات الآن إلى مستويات قياسية، حيث قالت صحيفة الغارديان إنها "ساعدت في تعويض انخفاض دخل الأعضاء بمقدار 3 ملايين جنيه إسترليني، بعد انخفاض حاد في المشاركة الشعبية منذ رحيل كوربين.

وكشف "Declassified" سابقا أن حوالي 180 من أصل 650 نائبًا بريطانيًا في البرلمان الأخير قبلوا التمويل من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل أو الأفراد خلال حياتهم السياسية.

ويشمل ذلك 130 نائبًا محافظًا، و41 نائبًا من حزب العمال، وثلاثة من الديمقراطيين الليبراليين وثلاثة أعضاء من الحزب الديمقراطي الاتحادي واثنان مستقلان ونائب من حزب الإصلاح.

وتبلغ القيمة الإجمالية للتبرعات المقدمة من الجماعات والأفراد المؤيدين لإسرائيل ومؤسسات الدولة الإسرائيلية بحسب "Declassified" أكثر من مليون جنيه إسترليني. وقد قام هؤلاء السياسيون بأكثر من 240 رحلة مدفوعة التكاليف إلى إسرائيل، بتكلفة تزيد عن نصف مليون جنيه. 

 

السابق اتصال يجمع ستارمر بنتنياهو ورئيس الوزراء يعرب عن قلقه إزاء أمن إسرائيل
التالي كير ستارمر يبدأ جولاته حول المملكة المتحدة "لإعادة ضبط العلاقات"