حازم المنجد - عرب لندن

"يعتقد زعيم حزب العمال أنه يستطيع الإفلات من تهمة دعم الإبادة الجماعية في غزة.. حان الوقت لتلقينه درساً في حديقة منزله الخلفية"، بهذه الكلمات توعد المرشح للانتخابات البريطانية، آندرو فاينستاين، زعيم حزب العمال كير ستارمر، بمعركة انتخابية شرسة في دائرة هولبورن-سانت بانكراس، حيث سيقف المرشحان بعد ثلاثة أيام، وجهاً لوجه، من أجل الظفر بمقعدها البرلماني. 

جاء ذلك خلال مؤتمر مدني نظمه المجتمع المحلي لسكان المنطقة، في قاعة "ويسلي" مساء الأحد الفائت، على مقربة من محطة يوستن وسط العاصمة لندن، كتعبير عن وقوفه خلف فاينستاين، ودعم حملته الانتخابية، وفتح المجال أمام المرشح للتواصل مع جمهوره مباشرة والإجابة عن تساؤلاتهم والتحدث عن برنامجه الانتخابي، حيث عرض فاينستاين مجمل الأسباب التي شكلت حافزا له من أجل خوض غمار هذا التحدي بوجه ستارمر، مشيراً إلى أن موقف الأخير من العدوان الدموي على غزة يأتي في مقدمتها، لاسيما بعد تصريحاته الصادمة بشأن حق دولة الاحتلال ارتكاب جرائم حرب من قبيل قطع الماء والكهرباء والقصف العشوائي والتدمير الممنهج لمرافق القطاع بدعوى "حق الدفاع عن النفس".

واعتبر فاينستاين أن ستارمر يذهب الآن إلى أبعد من ذلك، برفضه دعم وقف إطلاق النار غير المشروط، ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وسط أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، ألا وهي الإبادة الجماعية التي تقترف في غزة، متسائلاً، كيف يمكن لشخصٍ عمل سابقاً كمحامي عن حقوق الإنسان، ويرى الصور المروعة التي نشاهدها جميعنا على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كل يوم، أن يتجنب حتى التعليق على الحكم المؤقت الصادر عن أعلى هيئة قضائية في العالم؛ "محكمة العدل الدولية"، الذي يرجح قيام إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي؟.

وفي ذات السياق، اعتبر فاينستاين قرار محكمة الجنايات الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك "حصار المدنيين وتجويعهم عمداً في ظل ظروف ومعاناة إنسانية كارثية"، يضع ستارمر في خانة الشراكة الحقيقية مع جرائم اليمين المتطرف في إسرائيل

وختم فاينستاين، بالحديث عن فساد كير ستارمر وتسلل العنصرية إلى هرم قيادة حزب العمال، وقيامه بممارسة تضييقٍ كبير على الأصوات المناهضة للصهيونية، بحجة مكافحة معاداة السامية، وتبنيه لسياسات كاذبة غير مبدئية تقوض الديمقراطية البريطانية وتصب بحسب رأي فاينستاين في مصلحة مانحيه من المليارديرات وليس الناخبين، الذين انتخب لخدمتهم كعضو برلماني عن منطقة هولبورن وسانت بانكراس، حيث يعيش فاينستاين رفقة عائلته منذ حوالي 22 عاما.

يذكر أن آندرو فاينستاين ناشط سياسي ومنتج سينمائي ينحدر من أصول يهودية، يعد من أبرز مناهضي الصهيونية ونظام الفصل العنصري، اشتهر بدفاعه عن القضية الفلسطينية، شغل مقعداً في برلمان دولة جنوب إفريقيا سابقا عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي تزعمه نيسلون مانديلا في تسعينات القرن الماضي.

.

السابق دراسة تكشف حاجة المراهقين الماسة لعودة الأندية الشبابية في إنجلترا
التالي ركاب يتهمون والد بوريس جونسون بالتسبب في إلغاء رحلة تابعة للخطوط البريطانية