عرب لندن 

حذرت منظمة هيلين بامبر، الخيرية التي تعنى بحقوق الإنسان، في تقرير جديد من تزايد أعداد طالبي اللجوء المقيمين في قاعدة عسكرية سابقة في ويذرسفيلد، إسكس، الذين يحاولون الانتحار أو إيذاء أنفسهم أو الإضراب عن الطعام؛ بسبب تدهور الظروف المعيشية.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان”The Guardian“تشهد المنطقة تزايدًا في التوترات بين حوالي 600 رجل تم إيواؤهم في الموقع، حيث أشار التقرير إلى أن هؤلاء الأشخاص تُركوا "بدون شيء يفعلونه ونمت لديهم مشاعر اليأس “.

 ولم يتم إجراء أي مقابلات أو اتخاذ قرارات بشأن طلبات اللجوء لأي من المقيمين هناك حتى الآن. كما أثارت عملية وزارة الداخلية لاحتجاز المهاجرين بهدف ترحيلهم إلى رواندا في وقت سابق من هذا العام مخاوف جديدة.

أفاد ناجٍ من التعذيب مقيم في ويذرسفيلد لأكثر من أربعة أشهر: "هذا المكان يشبه السجن. حريتنا محدودة هنا. يمكننا المغادرة فقط باستخدام الحافلات. هناك معارك منتظمة وبسبب ذلك أبقى في غرفتي معظم الوقت". بينما قال مقيم آخر: "لا أستطيع النوم، أبقى مستيقظًا طوال الليل. لدي كوابيس حول إنهاء حياتي".

وأبلغ عن أربع عشرة حالة محاولة انتحار وأربع حالات إيذاء نفسي لشبكة حقوق الإنسان بين يناير ومايو.

وعلق البروفيسور كورنيليوس كاتونا، المدير الطبي لمؤسسة هيلين بامبر، قائلاً: "من المحتمل أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وسيزداد عدد الأشخاص الذين تتدهور حالتهم النفسية، وعدد الذين يتطور لديهم التفكير في الانتحار، وقد يقدمون على ذلك. كل القضايا التي رأيناها تزداد سوءًا بالفعل".

وفي مارس 2023، استخدمت وزارة الداخلية سلطات "طارئة" لتطوير ويذرسفيلد، وهي قاعدة سابقة لسلاح الجو الملكي البريطاني، لتصبح مرفقًا لإيواء طالبي اللجوء، كجزء من برنامج لمواقع كبيرة ادعى الوزراء أنها ستكون أرخص من الفنادق. 

لكن تقرير مكتب التدقيق الوطني أشار إلى أن التكلفة المتوقعة للإعداد التي كانت 5 ملايين جنيه إسترليني ارتفعت إلى 49 مليون جنيه إسترليني، وقُلِّصَت الخطة الأصلية للحكومة لإيواء 1700 طالب لجوء هناك إلى 800 فقط.

في الأشهر الأولى من تشغيل الموقع، نُقِل الناجين من التعذيب والأشخاص الذين يعانون حالات صحية خطيرة؛ لأن وزارة الداخلية اعتبرت الموقع غير مناسب لهم. لكن السياسة تغيرت في فبراير، حيث رُفِعَت العتبة التي تُعتبر الشخص بموجبها غير مناسب، مع طلب "تقييم فردي". ويُمنع الآن الموظفون الطبيون في الموقع من التوصية بنقل الأشخاص.

وأفادت مؤسسة هيلين بامبر بأن هذا التغيير كان يهدف إلى تقليل عدد التحديات القانونية المقدمة، عوضا عن أن يستند إلى أي تقييم لتأثيره على الرجال المنقولين إلى هناك. 

وأشارت إلى أن الاكتظاظ ومشاركة الغرف ونقص الأنشطة وموقع ويذرسفيلد النائي يزيد التوترات بين السكان. وذكر البعض تكوين عصابات واندلاع معارك، مما دفع بعض طالبي اللجوء إلى حبس أنفسهم في غرفهم خوفًا على سلامتهم.

في فبراير، تم إحالة 12 شخصًا إلى فريق حماية وزارة الداخلية؛ بسبب عدم تناول الطعام في ويذرسفيلد. ولم تُسجل الأسباب رسميًا، لكن كاتونا قال” إنها قد تشمل الخوف أو مشاكل الصحة العقلية أو الإضرابات عن الطعام المحتملة “.

وأضاف كاتونا: "المشكلة الأساسية هي أن المأوى غير مناسب بطبيعته للأشخاص الضعفاء، وخاصة الناجين من التعذيب والاتجار بالبشر. وكلما طالت فترة بقاء الأشخاص هناك، طالت فترة التعافي من الأضرار الناجمة".

وصف رجل كان محتجزًا ذات مرة من قبل ميليشيا في ليبيا تجربته في ويذرسفيلد بأنها "إعادة إحياء الصدمة"، مضيفًا: "أشعر بالاكتئاب وصحتي النفسية ليست في حالة جيدة. كنت أتوقع الحصول على حقوق الإنسان الأساسية في المملكة المتحدة وللأسف لم أحصل على أي منها".

وأشارت مؤسسة هيلين بامبر إلى أنها لم تتلق أي رد على طلبات وزارة الداخلية لفرق طبية لزيارة الموقع، رغم أن وزيرًا استبعد نتائج تقرير نشرته المؤسسة في ديسمبر؛ لأنه لم يتم زيارة الموقع للحصول على تجربة مباشرة.

وأعلنت وزارة الداخلية: "نحن نتعامل بجدية تامة مع سلامة ورفاهية الموجودين في ويذرسفيلد. هناك ضباط رفاهية في الموقع على مدار الساعة وجميع السكان لديهم إمكانية الوصول إلى خدمة طبيب عام في الموقع تُقدم من مقدم رعاية صحية محلي بما في ذلك دعم الصحة العقلية.

 

 

السابق "الغارديان" تكشف النقاب عن مؤسس شبكة التضليل والكراهية المؤيدة لإسرائيل "شيريون كولكتيف"!
التالي رجال شرطة مسلحون يقتلون كلبًا من سلالة XL Bully بعد هجومه على فتاة في سالفورد