عرب لندن
توصل تحقيق إلى أن خفر السواحل اليوناني مسؤول عن مقتل عشرات المهاجرين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط، والذين أُجبروا على العودة أو في بعض الحالات تم إلقائهم عمداً في البحر.
وبحسب "الديلي ميل"، يزعم أن أكثر من 40 شخصا كانوا يعبرون البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب صغيرة، لقوا حتفهم بسبب أوامر خفر السواحل اليوناني، والتي شملت إجبار السفن المتهالكة والمثقوبة على العودة للبحر.
ويُعتقد أن تسعة من هؤلاء الأشخاص لقوا حتفهم بعد أن دفعهم ضباط خفر السواحل بشكل متعمد إلى المياه، وفقًا لشهود عيان من المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المحلية وخفر السواحل التركي، الذي غالبًا ما يستقبل المهاجرين الذين ترفضهم اليونان.
ويأتي ذلك بعد أيام فقط من احتشاد مئات المتظاهرين في أثينا، الجمعة، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لغرق سفينة أودت بحياة مئات المهاجرين قبالة سواحل اليونان، مطالبين بإجابات حول أسباب الكارثة ومصير أقاربهم.
وكان ما يصل إلى 700 مهاجر قدموا من باكستان وسوريا ومصر متكدسين في سفينة الصيد "أدريانا" والتي كانت متجهة إلى إيطاليا من ليبيا قبل أن تنقلب قبالة سواحل جنوب غرب اليونان يوم 14 يونيو من العام الماضي، على الرغم من أن خفر السواحل اليوناني كان يراقبها على مدار ساعات.
وتم إنقاذ حوالي 104 شخص منهم، بينما تم انتشال 82 جثة فقط.
وأثارت الكارثة، وهي واحدة من أسوأ كوارث القوارب المسجلة في البحر الأبيض المتوسط، تساؤلات بحثية حول كيفية محاولة الاتحاد الأوروبي وقف تدفقات المهاجرين، وتصرفات خفر السواحل اليوناني.
وخلص التحقيق، الذي نشرته (بي بي سي) هذا الأسبوع، إلى أن ما لا يقل عن 40 مهاجرًا لقوا حتفهم بسبب تصرفات خفر السواحل اليوناني في 15 حادثًا على مدار ثلاث سنوات بين مايو 2020 و2023.
وتحدثت (بي بي سي) مع العديد من المهاجرين الذين عانوا من سوء المعاملة على أيدي ضباط خفر السواحل والشرطة، بالإضافة إلى آخرين شهدوا وفاة من كانوا برفقتهم من المهاجرين الذين أُلقي بهم في الماء حتى بعد وصولهم إلى اليابسة.
وروى رجل كاميروني وصل إلى اليونان لمحققي (بي بي سي) الطريقة التي غرق فيها رجل من ساحل العاج أمام عينيه بعد أن أُلقي مرة أخرى في البحر.
"كنا قد رسونا بالكاد، وجاءت الشرطة من الخلف. كان هناك اثنان من رجال الشرطة يرتدون ملابس سوداء، وثلاثة آخرين بملابس مدنية. لقد كانوا ملثمين، ولم يكن بإمكانك رؤية سوى أعينهم."
"لقد بدأوا مع الرجل الكاميروني، وألقوه في الماء. وقال الرجل من ساحل العاج: "أنقذوني، لا أريد أن أموت..."
وتابع: "ثم في النهاية كانت يده فقط ظاهرة فوق الماء، وكان جسده في الأسفل. وببطء انزلقت يده إلى الأسفل، وابتلعته المياه".
ومن الجدير بالذكر أن تركيا وقعت عام 2016 على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع اللاجئين من العبور إلى اليونان مقابل نحو 6 مليارات يورو، ثم تم زيادتها لتصل إلى 9 مليارات يورو، وذلك لتوفير البنية التحتية الملائمة والمساعدات الإنسانية.
وبموجب الاتفاق، على السلطات التركية منع المهاجرين من محاولة الوصول إلى اليونان وقبول عودة أولئك الذين فعلوا ذلك.
ومقابل كل مهاجر تستعيده تركيا من اليونان، سيسمح الاتحاد الأوروبي للاجئ سوري واحد في تركيا، تمت الموافقة على طلب لجوئه، بالدخول إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
لكن في عام 2020، قالت أنقرة إن الاتفاق لم يعد من الممكن تنفيذه وبدأت في رفض قبول عمليات الإعادة من اليونان - وهو عامل ربما يكون قد ساهم في تصرفات خفر السواحل اليوناني المزعومة التي أدت إلى وفاة المهاجرين.