عرب لندن
كشف بحث جديد أن ثمانية من كل 10 معلم ينفقون في المدارس الابتدائية في إنجلترا أموالهم الخاصة لشراء سلع للتلاميذ الذين يصلون بشكل متزايد إلى المدرسة جائعين وبدون ملابس كافية.
ووجد البحث الذي أجرته "المؤسسة الوطنية للأبحاث التربوية" (NFER) أن ما يقرب من ثلث المعلمين (31%) الذين شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم يرون عددًا أكبر من الأطفال الجياع في الصف، مع إبلاغ 40% عن زيادة في عدد الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة بدون الزي المدرسي المناسب.
ونتيجة لذلك، يضطر المعلمون الذين قد يعانون من ضغوط مالية خاصة بهم إلى استخدام أموالهم الشخصية لمساعدة الطلاب، إذ قال ربع المعلمين في المدارس الابتدائية إنهم أنفقوا أكثر من 100 جنيه إسترليني خلال العام الدراسي الماضي، بينما قال ما يقرب من خمسهم (19%) إنهم يشترون إما الملابس أو الطعام بشكل خاص.
ونقلاً عن الجارديان "The Guardian"، أفاد ثلثا المعلمين في المدارس الابتدائية أنهم ينفقون أموالهم الخاصة على مواد الفصول الدراسية للفنون أو العلوم، على سبيل المثال، في حين دفع اثنان من كل خمسة (42%) ثمن الموارد التعليمية للطلاب بما في ذلك الأدوات المكتبية وكتب المراجعة.
فيما كانت الأزمة أقل حدة قليلاً في المدارس الثانوية، حيث أفاد أقل من ثلثي المعلمين والقادة (62%) - مقارنةً بـ 79% في المدارس الابتدائية - أنهم ينفقون أموالهم الخاصة لشراء مستلزمات للطلاب والمدارس، حيث يُقدر أن واحدًا من بين كل خمسة منهم قد أنفق أكثر من 100 جنيه إسترليني هذا العام.
وفي السياق علقت الرئيس المشارك للسياسة والممارسات في المملكة المتحدة في NFER، جود هيلاري: "يبذل المعلمون قصارى جهدهم لتلبية احتياجات التلاميذ الرعوية باستخدام أموالهم الشخصية. ويتم تقديم هذا الدعم غير الرسمي وغير المعترف به في وقت يواصل فيه المعلمون بشكل فردي مواجهة ضغوطهم المالية الخاصة.
وبين التقرير الذي نُشر يوم الأربعاء، إن الأوضاع المالية في المدارس تتدهور، إذ يُجبر 93% من مديري المدارس الابتدائية و87% من مديري المدارس الثانوية على إجراء تخفيضات في مجال واحد على الأقل بسبب ضغوط التكاليف. وقام التقرير على استطلاع شمل ما يقرب من 1300 معلم وقادة كبار في المدارس الابتدائية والثانوية العامة في إنجلترا.
وواحدٌ من بين المجالات المحتملة للتأثير هو مباني المدارس، حيث قام ما يقرب من نصف قادة المدارس الابتدائية (46%) وثلث من قادة المدارس الثانوية بتقليص الخطط لتحسين المباني.
ومن جهته قال الأمين العام لنقابة التعليم الوطنية (NEU)، دانيال كيبيدي،: "في الواقع يظهر أن الأطفال يصلون إلى المدرسة بحالة جوع، وأنهم يرتدون ملابس غير مناسبة. ومن الواضح أن المعلمين يجب أن يدعموا هؤلاء الأطفال بشكل فوري وعاجل، وقد يكون ذلك بالمساهمة من جيوبهم الخاصة، مما يعكس حجم الصعوبات التي يواجهونها بسبب فقر الأطفال وأزمة تكاليف المعيشة".