عرب لندن
دفع ديفيد لامي حزب العمال نحو الدعوة إلى فرض حظر تام على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، مع تفجر الخلاف حول أزمة الشرق الأوسط في مجلس العموم.
وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط تعرض لها حزب العمال من قبل نوابه وناشطيه لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد إسرائيل بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، حيث استخدم لامي سؤالا عاجلا لتعزيز موقف حزبه.
ويأتي ذلك في أعقاب مخاوف لدى قيادة الحزب من أن المسلمين وغيرهم لا يصوتون لحزب العمال بسبب موقفه من الصراع، بحسب صحيفة إندبندنت “Independent”.
ومع تفاقم الأوضاع الانسانية في رفح وتحرك الدبابات الاسرائيلية نحوها، أوضح لامي لنائب وزير الخارجية المحافظ أندرو ميتشل أن حظر مبيعات الأسلحة لإسرائيل يجب أن يُطرح على طاولة النقاش.
فيما قال: "حماس منظمة إرهابية، وأساليبها الجبانة تستحق الشجب، لكن هذا لا يمنع التزام إسرائيل باتباع قواعد الحرب أو التزام الحكومة بشأن صادرات الأسلحة". واستشهد بقول الحكومة الفرنسية حول اعتبار التهجير القسري لأي سكان مدنيين يعد جريمة حرب، واتبعه بسؤال .. هل يوافق الوزير؟ وهل يمكن للوزير أن يقول لماذا يعتقد أن الهجوم على رفح لا يشكل خطرا واضحا بحدوث انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي؟ وهل يمكنه تأكيد ما إذا كان قد تلقى أي تقييم يفيد بأن الحد الأدنى قد تم استيفاؤه بالفعل؟
وبدوره أدان وزير خارجية الظل إرهاب حماس وكذلك العمل العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك قصف المناطق المكتظة بالسكان.
وشهدت الجلسة في مجلس العموم غضبا من كلا الجانبين، حيث ضغط يسار حزب العمال من أجل فرض حظر على مبيعات الأسلحة، لكن يمين المحافظين طالب الحكومة بدعم محاولات إسرائيل للقضاء على حماس.
وأثارت وزيرة الداخلية اليمينية السابقة سويلا برافرمان موجة من الغضب عندما طالبت بتقديم بالدعم الكامل لتصرفات إسرائيل.
وقالت حول موقفها: “التقيت بالأمس بالناجين من مذبحة مهرجان نوفا، التقيت بأشخاص قاتلوا بمفردهم لساعات طويلة ضد إرهابيي حماس المتوحشين".
وأكملت: "نحن جميعا نريد السلام ولكن في بعض الأحيان يجب على البلدان أن تناضل من أجل السلام، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومن واجبها حماية شعبها من طائفة الإرهاب الوحشية التي تتبناها حماس".
وختمت حديثها بسؤال: "هل تؤكدون أن الحكومة البريطانية ستحافظ على دعمها الثابت والحازم لإسرائيل بينما تنهي مهمة القضاء على حماس في غزة؟".
وبدوره قال النائب المحافظ عن براكنيل جيمس سندرلاند: "نظرًا للضغط المتزايد لهؤلاء السكان في رفح في منطقة جغرافية أصغر بكثير، فإن الحاجة إلى الدقة وضبط النفس والتناسب من جانب الإسرائيليين أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".
وأضاف: "يجب القيام بكل ما هو ممكن لإقناع الإسرائيليين بضرورة الحفاظ على قدسية الحياة البشرية".
أما النائب عن روتشديل، جورج غالاوي، الذي فاز مؤخراً في الانتخابات الفرعية بشأن قضية غزة، يرى إن الحكومة لا تفعل كل ما في وسعها بشأن الصراع في غزة، ودعا إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال النائب عن حزب العمال البريطاني: "لقد تصاعد الوضع، لكن رد الحكومة بقي كما هو".
وتابع: "هناك 600 ألف طفل في رفح وحدها، ولا يوجد دليل على حياتهم، لكن الملايين من أبناء شعبنا يشاهدون اليوم على هواتفهم دليل الموت والتشويه للكثير منهم".
وأضاف: "تقول الحكومة إنها تفعل كل ما في وسعها، لكنها لا تفعل ذلك، لأنه يمكنك الآن التوقف عن إرسال الأسلحة إلى الأشخاص الذين يمطرونهم هذا الموت والبؤس. ويمكن لحزب العمال أن يسألك أيضًا، لكنه لم يفعل”.
ومن جهته قال ميتشل: " إن السياسات التي ننتهجها طويلة الأمد، وهي مصممة لمعالجة الشرور التي تم تحديدها بوضوح هذا اليوم في المجلس".
وأضاف أن المملكة المتحدة ساعدت الأطفال في غزة من خلال المساعدات الطبية، بما في ذلك من خلال المستشفى الميداني بالقرب من المدينة.
بينما قالت جيس فيليبس، عضو البرلمان عن حزب العمال عن برمنغهام، ياردلي، لمجلس العموم: “ما يقوله بين السطور، هو أن إسرائيل انتهكت حاليًا القاعدة التي وضعتها المملكة المتحدة.
وعلقت على ذلك: "لا أعتقد أنه يريد أن يقول ذلك هنا، ولكن هذا ما أسمعه، لذلك إذا لم تكن هناك خطة موثوقة لنقل هؤلاء الأشخاص، وكان الهجوم مستمرًا، فمتى يمكننا أن نتوقع تحديثًا بشأن الوضع إن لم يكن اليوم؟ ، موقف المملكة المتحدة تجاه إسرائيل، مبيعات الأسلحة، والأشياء الأخرى التي تم ذكرها اليوم من الصندوق؟".
وأجاب ميتشل: "لقد أعطيتها التحديث من صندوق العموم بقدر ما يوجد تحديث لتقديمه".
وأضاف في الختام: "لم نر خطة ذات مصداقية للعمل العسكري في رفح حتى الآن، وبالتالي لا نستطيع أن نحكم ما إذا كان ذلك سيكون متوافقا مع القانون الإنساني الدولي أم لا".
تابعوا آخر أخبار عرب لندن عبر Google News
