عرب لندن
قال المهاجرون الذين يعيشون في معسكرات مؤقتة بمنطقة دونكيرك: "إن الشرطة الفرنسية - التي تموّلها بريطانيا - تعمل على إخلاء المعسكرات وتفريق المهاجرين كل 48 ساعة، مما يضعهم في حالة من عدم الاستقرار المستمر".
وبحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت "Independent" تقول شهادات المهاجرين "إنه يتم تدمير المعسكرات بشكل كامل بشكل دوري كل 10-12 أسبوعاً، مما يترك المهاجرين بدون مأوى وسط الأمطار".
وفي رقم قياسي جديد، عبر 711 طالب لجوء القناة باتجاه بريطانيا، يوم الأربعاء الماضي. ويأتي ذلك في ظل محاولات الحكومة البريطانية، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، للحد من الهجرة غير الشرعية عبر منح فرنسا مبلغاً قدره 500 مليون جنيه إسترليني لتعزيز الجهود الأمنية على الحدود.
وأوضح أحد اللاجئين الأفغان لصحيفة "لإندبندنت" كيف أن التدمير المتواصل الذي تقوم به الشرطة للمعسكرات يزيد مستوى اليأس لديه ولدى زملائه، ويزيد رغبتهم في الوصول إلى المملكة المتحدة.
وأضاف: "يجب علي أن أذهب إلى المملكة المتحدة؛ لأن فرنسا لا ترحب بنا. الأمر الأسوأ هو أن الشرطة تأتي كل بضعة أسابيع، وتدمر خيامنا وكل ممتلكاتنا، ونجد أنفسنا بلا مأوى تحت الأمطار".
وفيما يؤكد المهاجرون أنهم يسعون إلى البحث عن الاستقرار والأمان، فإن الظروف القاسية التي يواجهونها في فرنسا تدفعهم إلى محاولة الوصول إلى بريطانيا بأي ثمن.
ورغم المخاطر الكبيرة التي تحيط بمحاولاتهم، فإنهم يصرون على الاستمرار بسبب الأمل في بناء مستقبل أفضل.
وفي رد فعل على التطورات الأخيرة، أكد سوناك أن الأعداد الحالية "غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن بدء ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ستكون "رادعًا فعالًا"، في إشارة إلى الجهود المستمرة للتصدي للهجرة غير الشرعية.
وفي ظل هذا السياق، تشير البيانات الرسمية إلى زيادة بنسبة 24% في عدد طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة إلى بريطانيا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يؤكد على التحديات المتزايدة التي تواجه السلطات الفرنسية والبريطانية في هذا الصدد.
وعلى صعيد آخر، تظهر البيانات الصادرة من مشروع المهاجرين المفقودين ارتفاعًا في عدد الوفيات في القناة هذا العام، حيث أبغ عن 14 حالة وفاة بالفعل، مقارنة بـ 21 حالة وفاة لكامل العام الماضي.