حازم المنجد-عرب لندن
عقد النائب جورج غالاوي مؤتمرا صحفياً، أمس الثلاثاء، في ساحة ويستمنستر أمام مبنى البرلمان البريطاني، أعلن خلاله رسمياً عن انطلاق حملة حزبه الجديد "عمال بريطانيا-وركرز" من أجل خوض غمار الانتخابات البرلمانية العامة، المزمع إجراؤها في مطلع العام المقبل، والتي يسعى من خلالها إلى منافسة الحزبين التقليديين المهيمنين على الساحة السياسية البريطانية منذ عقود طويلة، وهما حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء الحالي ريتشي سوناك وحزب العمال بزعامة كير ستارمر.
وأعرب غالاوي في حديث شامل أمام وسائل الإعلام، عن تفاؤله في مستقبل حزبه والفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية، متحدياً بذلك حزب العمال الذي يشهد استياء شديداً إزاء سياسته التي ينتهجها زعيمه الحالي ستارمر بشأن حرب غزة، سواءٌ من قبل أعضائه في الصفوف الأمامية أو حتى على مستوى قواعده الشعبية، مؤكداً في الوقت ذاته على أن حزبه سيدعم نواب حزب العمال السابقين، جيريمي كوربين وديان أبوت وكلوديا ويب، إذا ترشحوا مرة أخرى كمستقلين، قائلاً: "نحن هنا الآن قوة وطنية.. من أجل بريطانيا.. من أجل غزة.. من أجل الطبقة العاملة".
وأشار غالاوي إلى أن عدد المرشحين عن حزبه سيصل على الأقل لقرابة 500 مرشح، يغطون معظم الدوائر الانتخابية في مختلف المدن والبلدات البريطانية، ويتميزون بالتنوع والتعدد الثقافي والديني والسياسي، حيث يضم الحزب أعضاء مسلمون ومسيحيون وسيخ وهندوس ويهود وغيرهم، وكذلك أعضاء منشقين عن حزبي المحافظين والعمال، ومن الأحرار الديمقراطيين والمستقلين، ورياضيين، كان أبرزهم نجم منتخب إنجلترا لرياضة الكريكيت مونتي بانيسار.
وفيما يتعلق بطموحات حزبه الوليد وما مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه في خارطة العمل الحزبي البريطاني، لاسيما على صعيد تغيير موقف السياسية الخارجية من القضية الفلسطينية قال غالاوي لـ "عرب لندن" هدفنا الفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، وهو أمر حيوي بالنسبة لنا، حتى نهزم "إبادة ستامر"، ووقف إطلاق النار في غزة أمر ضروري لكنه غير كاف، وسنعمل على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".
ومن الواضح أن تداعيات حرب غزة أرخت بظلالها على المشهد السياسي البريطاني مؤخرا، وأثرت بصورة كبيرة على خيارات المرشحين وتوجهاتهم نحو الانخراط في حركة التغيير التي يقودها جورج غالاوي، وتوحدهم تحت سقفِ جسمٍ سياسي يرفض سياسات الحكومة البريطانية برئاسة سوناك، ونظيره في حكومة الظل كير ستارمر، لانحيازهم بشكل صريح وكامل لدولة الاحتلال الإسرائيلي عبر توفيرهما الدعم المالي والغطاء السياسي لجرائم الإبادة التي ترتكبها، إذ شكلت مواقفهم المخزية على مدار 7 أشهر
من الإبادة الدموية ردود فعل غاضبة لدى تيارات وشرائح واسعة في الأوساط البريطانية تجلت بشكل واضح في خروج المسيرات الحاشدة أسبوعياُ نصرةً للشعب الفلسطيني.
وعلاوة عن تداعيات حرب غزة وانتقادات سياسة بريطانيا الخارجية، فإن الوضع الداخلي والأزمات التي يعاني منها المواطن البريطاني العادي لم تغب عن برنامج الحملة الانتخابية للحزب، لاسيما الأزمة الاقتصادية والتضخم في مواد السلع الأساسية وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار العقارات والإيجارات، فضلاً عن تردي مستوى الخدمات الصحية والرعاية الطبية في القطاع الصحي "NHS".
يذكر أن جورج غالاوي عاد إلى الحياة السياسية البريطانية في آذار/مارس الماضي، واستطاع حجز مقعده بالبرلمان بعدما حقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات الفرعية عن دائرة روتشديل، أهداه لغزة، وتعرض على إثر ذلك لهجوم حاد من قبل رئيس الوزراء ريتشي سوناك، متهماً إياه بإقامة علاقات وطيدة مع جماعات تصنفها لندن على أنها "إرهابية" مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.