بريطانيون يخلدون ذكرى الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على "الإبادة" في غزة
حازم المنجد-عرب لندن
نظم ناشطون بريطانيون، مساء الخميس، "وقفة تأبين"، في ساحة الطرف الأغر، وسط لندن، تكريما لذكرى وفاة الجندي الأمريكي أرون بوشنايل، الذي أضرم النار في نفسه، أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، قبل أيام قليلة، احتجاجاً على مواصلة جيش الاحتلال ارتكاب أفعال الإبادة الجماعية في غزة، وهو يصرخ، قبل أن يفارق الحياة:"الحرية لفلسطين"، حيث أضيئت الشموع على صورته التي جاورت صور عددٍ من شهداء قطاع غزة، ووضعوا بجانبها باقات زهور، وأدّوا بعض الصلوات، ووقفوا دقيقة صمت إجلالا لروحه، وحملوا لافتات تخلد تضحيته الإنسانية في سبيل الحق والعدالة ومناصرة القضية الفلسطينية، بعد أن دفعه موقف رئيس بلده المتواطئ والداعم بلا قيود أو حدود لجرائم حكومة نتنياهو الفاشية نحو إنهاء حياته وهو في مقتبل العمر بهذه الطريقة المأساوية.
وعلى هامش الوقفة، ألقى عدد من السياسيين والإعلاميين والعاملين في القطاع الصحي البريطاني، كلمات مؤثرة تشيد بموقف الجندي البطولي الذي هز ضمير ووجدان شعوب العالم قاطبة، وتشير كذلك إلى أخلاق وخصال حميدة كان يتمتع بها على المستوى الشخصي، "إذ عرف عنه القيام بأعمال خيرية وتقديم يد العون والتبرع بالأموال للمشردين والمحتاجين"، وتطالب من ناحية أخرى كلا من رئيس الوزراء ريتشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر، بالدعوة لإيقاف فوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين والأطفال، واتخاذ خطوات جدية بشكل عاجل لتخفيف وطأة المعاناة والظروف الانسانية الكارثية من تقتيل وتدمير وحصار وتهجير وتجويع وتعطيش، يعيش في ظلها أهالي القطاع منذ 5 أشهر تقريباُ، منددين كذلك بما أطلقوا عليه "متلازمة المستشفيات" التي تهيمن على ذهنية آلة الإجرام الصهيونية، عبر ضربها عرض الحائط جميع المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية والأخلاقية، لناحية إصرارها على قصف المستشفيات واقتحامها وتنفيذ عمليات القنص والاعتقال والتعذيب التي تستهدف كافة الطواقم الطبية في مدينة غزة.
وهناك من وجه، في كلمته، انتقادات حادة، طالت وسائل الإعلام الغربية، لاسيما الأمريكية والبريطانية منها، على خلفية الطريقة التي غطّت بها خبر حادثة الجندي المؤلمة، حيث تجاهلت بعض تلك الوسائل الخبر بشكل تام، وبعضها الآخر حاول التعميّةَ والتضليل على السبب الحقيقي وراء قيام الشاب الأمريكي إضرام النار في جسده، ألا وهو "الاحتجاج على حرب الإبادة، والعقاب الجماعي، والتطهير العرقي بحق المدنيين الفلسطينيين".
وكان السفير الفلسطيني حسام زملط علق على الحادثة، خلال مؤتمر صحفي، عقده يوم الثلاثاء الماضي، إثر مداخلة لمراسل "عرب لندن"، بالقول: "ليس لدي أي كلمات تصف شعوري إزاء ما حصل للطيار الأمريكي، سوى إلقاء اللوم على الرئيس جو بايدن، الذي كان بإمكانه أن يضع حدا لذلك قبل وقت طويل، باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تؤمن لإسرائيل كافة الوسائل والأدوات التي تستخدمها في ارتكاب هذه الإبادة".