حازم المنجد- عرب لندن
لبى آلاف البريطانيين نداء تحالف منظمات داعمة لفلسطين داخل المملكة المتحدة، مساء الاثنين، وخرجوا للتظاهر بشكل عاجل أمام مكتب رئيس الوزراء ريتشي سوناك في 10 داونينغ ستريت وسط لندن، على الرغم من كون الدعوة جاءت قبل ساعات قليلة في ذات اليوم، وذلك احتجاجا على قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ورفض تهديداته شن عملية عسكرية واجتياح المدينة المكتظة بالسكان براً، ومن أجل الضغط على الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي لاتخاذ مواقف جدية وصارمة من شأنها ردع حكومة نتنياهو الفاشية، ولجمها عن المضي في استكمال حرب الإبادة الجماعية ومخططات التطهير العرقي، وتحول دون وقوع المزيد من المجازر الجماعية بحق الفلسطينيين، حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار والحفاظ على أرواح المدنيين، ورفع ما اعتبروه يد العدوان الثلاثي "إسرائيلي- أمريكي- بريطاني" عن مدينة غزة، وتندد باستمرار تزويد قوات الاحتلال بالأسلحة والترسانة العسكرية، وتوفير الغطاء السياسي والدعم المالي لجرائم الحرب التي ترتكبها بشكل متواصل على مدار 130 يوما، وتشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وممارسات دولة الفصل العنصري الصهيوني، وتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية بعد عقود طويلة من الظلم والتشريد والاضطهاد.
وفي السياق، وجه المتظاهرون رسائل قوية لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطالبه تعليق اتفاقية كامب ديفيد، وتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقومية إزاء العدوان الإسرائيلي الوشيك على رفح، وعدم ترك الفلسطينيين وحيدين خلف أسوار حدوده يواجهون مصيرهم في ساحة الموت والجحيم الصهيونية، وتحثه كذلك على فتح المعبر من أجل تخفيف معاناة المدنيين وإدخال قوافل الإغاثة والمساعدات الطبية والغذائية، والثبات على المواقف الرافضة لمساعي اليمين المتطرف الإسرائيلي تهجير الغزيين قسرا ودفعهم نحو سيناء.
من جهتها، حذرت الشخصيات السياسية والحقوقية المشاركة في التظاهرة من العواقب الكارثية والمأساة الإنسانية التي قد تنجم في حال نفذت قوات الاحتلال هجومها على منطقة رفح التي لا تتعدى مساحتها 55 كم، لاسيما بعد نزوح قرابة 1.5 مليون مدني من شمال ووسط القطاع باتجاهها، وفي ظل انتشار الأمراض وخطر المجاعة وانعدام وجود مناطق آمنة يلجأون إليها بعد أن دمرت إسرائيل معظم الأحياء السكنية والبنى التحتية في القطاع، مطالبين من حكومة سوناك بالتحرك الفوري لمنع حدوث مجازر جماعية بحق الأطفال والمدنيين، وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الخوف ومشاعر القلق.