بنعوش وجثامين رمزية.. مسيرة صامتة في لندن تضامنا مع أطفال غزة
حازم المنجد-عرب لندن
بدعوة من العاملين في القطاع الصحي البريطاني، وضمن مشاركة شعبية واسعة في فعاليات أسبوع الحراك الوطني من أجل غزة، خرجت في العاصمة لندن مسيرة صامتة يوم السبت، تضامنا مع أهالي ضحايا المدنيين الفلسطينيين لاسيما الأطفال الذين يقتلون بشكل متعمد وانتقامي، وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والحرب الدموية التي تشن على القطاع على مدار 125 يوماً.
وقد انطلق التجمع الحاشد من أمام مستشفى سانت توماس، مروراً بجسر ويستمنستر، وصولا إلى مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت، وقد طغى على المسيرة حمل نعوش وجثامين رمزية ملطخة باللون الأحمر ومكتوب عليها عدد من أسماء شهداء أطفال غزة، كتعبير واضح عن تنديدهم وغضبهم الشديد من استمرار المذابح الصهيونية التي تغتال براءتهم وأحلام طفولتهم، حيث وصل أعداد الأطفال الذين ارتقوا خلال الحرب، إلى أكثر من 11 ألف طفل شهيد قتلوا بدم بارد وبدون رحمة ولا هوادة على مرأى ومسمع وتواطؤ حكومتهم وحكومات دول العالم المتحضر، وفي ظل صمت وتخاذل عربي لا مثيل له، بحسب اللافتات التي رفعها المتظاهرون.
كما حرص المنظمون من وراء المسيرة، على تأكيد عزمهم مواصلة تحركهم المدني وعدم ترك الشوارع، حتى تستجيب حكومة بلدهم والمجتمع الدولي لمطالبهم في الضغط على حكومة إسرائيل المتطرفة لإنهاء حربها الوحشية وعملياتها العسكرية البربرية بشكل شامل ودائم على الأطفال والمدنيين العزل في غزة وعموم الأراضي المحتلة، وتحقيق العدالة الإنسانية للشعب الفلسطيني، ومقاضاة جميع المسؤولين وجنرالات دولة الاحتلال أمام المحاكم الدولية إزاء ارتكابهم مجازر وجرائم حرب.
وقد طالب المحتجون أيضاً، بوضع حد لقصف المستشفيات والمدارس واستهداف التجمعات السكانية ومراكز إيواء النازحين، وحذروا الحكومات ومنظمات المجتمع الدولي من مغبة اجتياح جيش الاحتلال لرفح التي تنذر بحصول أكبر مجزرة جماعية منذ بدء الحرب، غداة نزوح أكثر من مليون ونصف مدني من شمال القطاع باتجاه الجنوب، والتي من شأنها مفاقمة الوضع الإنساني الكارثي.
وفي ذات السياق، طالب المحتجون توفي الحماية للطواقم الطبية والصحفية من القصف والاستهداف الإسرائيلي المتعمد، وسط إشادات كبيرة بتضحياتهم ودورهم البطولي في معالجة المصابين والجرحى ونقل حقيقة ما يجري على الأرض في غزة بالرغم من جميع المخاطر والصعوبات التي تتخلل عملهم، ودعوا إلى إدخال قوافل الإغاثة والمساعدات الطبية والغذائية بشكل عاجل لتخفيف معاناة المدنيين وفك الحصار عن القطاع المنكوب.
وعلى صعيد الداخل البريطاني، دعا المتظاهرون حكومة سوناك إلى تعديل مواقفها المتواطئة مع حكومة نتنياهو المتطرفة، ووقف تزويدها الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والكف عن إرسال المساعدات والمعدات العسكرية المتطورة التي تفتك بحياة المدنيين، كما شددوا على أهمية اقتران الصوت الانتخابي ومعاقبة السياسيين بالدعوة إلى إيقاف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى التأكيد على دور سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الإسرائيلية والشركات البريطانية الداعمة لجرائمها في فلسطين في إنهاء الاحتلال والفصل العنصري، وذلك على غرار ما حصل في دولة جنوب أفريقيا.