عرب لندن
قال الممثل البريطاني توبياس مينزيس، الذي لعب دور الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث في المسلسل التلفزيوني الشهير “التاج”، إنه من الصعب التضامن مع فلسطين في بيئة تحكمها المقاطعة، مؤكداً أن الوضع في قطاع غزة “مفجع”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها “الأناضول” مع مينزيس الحائز على جائزة إيمي الأمريكية Emmy Award في العاصمة البريطانية لندن، حول الوضع في قطاع غزة، الذي يتعرض لهجمات إسرائيل مدمرة منذ 74 يوماً.
وكان مينزيس نال شعبية كبيرة خلال مشاركته في المسلسلين الشهيرين صراع العروش Game of Thrones، والتاج The Crown الذي يدور حول العائلة المالكة البريطانية.
الممثل البريطاني أضاف أنه شعر بحزن عميق عندما شاهد صور القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزّة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الإثنين، 19 ألفاً و453 شهيداً فلسطينياً، بالإضافة إلى 52 ألفاً و286 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
والسبت الماضي، شارك مينزيس في “المسيرة الصامتة” في لندن، وأوضح أن مشاركته فيها كانت لإظهار تضامنه “مع العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين فقدوا حياتهم في غزة”.
وأشار إلى أن المسيرة الصامتة “شهدتْ مشاركة كبيرة، وهذا التضامن كان ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي، حيث قمت في السنوات الأخيرة، ببعض الأعمال لصالح جمعية المساعدة الطبية للفلسطينيين الخيرية”.
وأضاف: “وذهبت إلى الضفة الغربية، في فبراير/ شباط الماضي، في إطار جهود أبذلها لدعم عمل الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الأراضي المحتلة”.
والسبت، نظم عاملو القطاع الصحي بالعاصمة البريطانية “مسيرة صامتة” احتجاجاً على هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، واحتشد العديد من الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الرعاية الصحية وممثلي المجتمع المدني أمام مستشفى سان توماس، رافعين لافتات تحمل أسماء وألقاب زملائهم القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وضمت المسيرة، التي حضرها متخصصون في الرعاية الصحية مرتدين زيهم الرسمي، الجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة، ورئيس بعثة فلسطين في بريطانيا حسام زملط.
كما حضر المسيرة مسؤولون من منظمتي “المساعدة الطبية للفلسطينيين” غير الحكومية، ومقرها المملكة المتحدة، و”أطباء بلا حدود”.
وأكد مينزيس أن الهجمات الإسرائيلية على غزة “تسببت بأضرار بالغة في البنية التحتية الطبية في القطاع، وكذلك أدت إلى مقتل العديد من الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية خلال الأسابيع الأخيرة”.
وكذلك شدد على أن المسيرة الصامتة في لندن “جاءت رداً على الانتهاكات التي يشهدها قطاع غزة”.
وعندما سئل عما شعر به عندما شاهد لقطات الشهداء في غزة، قال مينزيس: “تلك المشاهد جعلتني أغرق في حزن عميق، ولهذا السبب أردت المشاركة في المسيرة الصامتة”. وأشار إلى أن “العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية، فقدوا حياتهم جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة”.
وأكد أن هذه الممارسات “تهدد مستقبل سكان غزة، وهذا يعني أيضاً أنه من الصعب تقديم الدعم الطبي الضروري للمدنيين المصابين، فما يحدث هناك أمر مفجع”.
وحول خشيته من التعرض للمقاطعة بسبب مشاركته في المسيرة الصامتة، قال: “أعتقد أن المشاركة في المسيرة كانت قراراً شخصياً”. وأضاف: “نمر بفترة ساخنة للغاية على المستوى السياسي، ومن الصعب أن تكون إلى جانب فلسطين في بيئة تحكمها المقاطعة، لكنني أشعر أيضاً بضرورة تسليط الضوء على قضايا القانون الدولي الأساسية، ومراقبة عملية الالتزام بها”.
وأشار مينزيس إلى أن “المنطقة بحاجة إلى حل في نهاية المطاف”، معرباً عن دعمه “للتوصل إلى حل طويل الأمد، وأعتقد أن خرق القوانين الدولية (في غزّة)، أو التحايل عليها لن يساعد أحدا”.
وشدد الممثل البريطاني على أن الهجمات على غزة “يجب أن تتوقف أولاً، من أجل الوصول إلى حل للصراع السياسي الطويل الأمد في المنطقة”.
وأشار إلى أن “وقفاً لإطلاق النار، سوف يساهم بشكل فعال في إيصال المساعدات إلى المدنيين، وخاصة الغذاء والماء والدعم الطبي”.
وفي رسالة وجهها إلى أهل غزة، قال: “هذا وضع محزن للغاية، أريد أن أعرب لكم عن حزني العميق لما ألمّ بكم، نحن نتضامن معكم بالفعل ونرى آلامكم، لقد تأثرت كثيراً جراء رؤيتي الأطفال والأسر والمدنيين الذين تضرروا بسبب هذا الصراع”.
ومنذ 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشهد لندن كل سبت مظاهرات تضامنية حاشدة مع الشعب الفلسطيني، تنديداً بالهجمات الإسرائيلية على غزة.