حازم المنجد-عرب لندن
بمناسبة الاحتفاء بيوم التضامن العالمي مع فلسطين، نظم مكتب رابطة دول الجامعة العربية في لندن، مساء الأربعاء 29-11-2023، ندوة تضامنية في قاعة "سنتر ويستمنستر" قبالة مبنى البرلمان البريطاني، شارك فيها عدد من الشخصيات العربية والبريطانية البارزة في العمل الدبلوماسي والسياسي ومختصين في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان، وحضرها شريحة متنوعة من البرلمانيين والإعلاميين والناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية داخل المجتمع البريطاني، تحدثوا فيها عن الأوضاع الراهنة وخطورة المرحلة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط في خضم الحرب الدموية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وما يرافقها من أعمال عنف وتصعيد في الضفة الغربية ومدينة القدس، وسلطوا الضوء على أهمية المضي في المسار القانوني الذي يكفل مقاضاة الحكومة الاسرائيلية المتطرفة أمام المحاكم الدولية عن المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين .
افتتحت الندوة بالاستماع للنشيد الوطني الفلسطيني وسط تأثر عاطفي بدى جليا على وجوه ومُحيّا الحاضرين، ومن ثم جرى عرض مقتطفات لفيلم قصير يوثق جحيم المحرقة الصهيونية في غزة، ويبرز مشاهد وأحداث مؤلمة ولحظات رعب وخوف عايشها الفلسطينيون العزل، لاسيما الأطفال جراء قصف وغارات عنيفة استهدفت منازلهم الامنة بوابل من القنابل المحرمة دولياً، كما جسدت بعض الصور جانباً من هول الكارثة والمأساة الإنسانية التي يكابدها سكان غزة نتيجة سياسة العقاب الجماعي والحصار الخانق المفروض عليهم والذي انعدمت معه سبل ومقومات العيش الضرورية.
وفي مستهل كلمته أعرب السفير حسام زملط عن امتنانه العميق لرئيس مكتب جامعة الدول العربية في لندن عبدالله المفتاح على تنظيمه واستضافته الحدث التضامني مع الشعب الفلسطيني، إلى جانب شكره لجميع الحاضرين في الندوة على شجاعتهم في إظهار دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على نطاق واسع خلال الأسابيع الفائتة، مشيراً إلى رمزية المكان من الناحية السياسية والتاريخية بوصفه مكاناً يقع في قلب ويستمنستر على بعد خطوات قليلة من مبنى البرلمان ومقر الحكومة البريطانية، ولكونه استضاف الاجتماع الأول للجمعية العمومية في هيئة الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945.
واعتبر زملط أن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا العام يكتسي أهمية مضاعفة بسبب تزامنه مع العدوان والتدمير الإسرائيلي البربري وعمليات القتل والتهجير الجماعي، بنية التطهير العرقي التي تحصل في قطاع غزة وتمتد أيضاً إلى مناطق وبلدات الضفة الغربية في جنين ونابلس والخليل وداخل مدينة القدس.
وأكد زملط على ضرورة مواصلة الجهود وحملات الدعم من قبل جميع الأطراف وعلى مختلف المستويات و الأصعدة من أجل وقف حرب الابادة التي أدت الى تدمير البنية التحتية في غزة طالت المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمباني السكنية مراكز الأمم المتحدة، وأسهمت في نزوح أكثر من 1.7 مليون مدني فلسطيني فضلاً عن قتل الآلاف منهم، في ظل حصانة دولية تمنح حكومة نتنياهو الضوء الأخضر ليس فقط في ارتكاب الجرائم وانتهاك القوانين الدولية، وإنما في كسر أبسط أساسيات وقواعد القيم والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها في جميع المجتمعات البشرية.
وفي ذات السياق نوه السفير في كلمته إلى مشروع الاستيطان الإسرائيلي وبناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية وما يتخللها من سياسات إحلال وتغيير ديمغرافي تهدف إلى تهجير ومصادرة أراضي المواطنين في الضفة الغربية، وتستهدف ما تبقى من الأحياء العربية في البلدة القديمة والقدس وسط تغول نظام الفصل العنصري وتصاعد وتيرة الاعتداءات من قبل مليشيات المستوطنين، التي ترهب  تلحق الضرر والأذى بالفلسطينيين سواء من الناحية البدنية والجسدية أو على الجانب النفسي والمعنوي.
وختم زملط كلمته بالإشادة بالجهود التنظيمية التي يبذلها المدير التنفيذي لحملة التضامن من أجل فلسطين "بين جمال"، التي تقف وراء حشد مئات الآلاف في شوارع لندن ضمن مسيرات أسبوعية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب البريطاني الثقافية والعرقية وعلى امتداد جغرافية المملكة المتحدة، مبدياً تفاؤله بأن ذلك الحراك والتعاطف الشعبي في سيفضي في نهاية المطاف إلى تحرر الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على غرار ما حصل في جنوب أفريقيا بعدما انطلقت من لندن حركة شعبية وحقوقية لعبت دورا محورياً في سقوط نظام الفصل العنصري آنذاك.
جدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارا عام 1977 يدعو إلى اعتماد 29 تشرين الثاني/ نوفمبر يوما عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

 

السابق اتهامات ضد بريتي باتيل وسويلا برافرمان بتنفيذ سياسة سرية لمنع ضحايا الاتجار بالبشر من اللجوء
التالي وول ستريت جورنال: الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة