حازم المنجد - عرب لندن
تحت عنوان "كيف يمكن أن تكون فلسطين حرة"، نظمت عدد من هيئات المجتمع المدني في لندن ندوة اجتماعية-سياسية، وذلك في قاعة "Indian Ymac"، مساء الجمعة 20-10-2023، ناقشت الوضع الراهن في قطاع غزة في ظل الهجوم العدواني الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على القطاع، تحت غطاء سياسي ودعم عسكري من القوى الغربية.
شارك في الندوة عدد من المفكرين والسياسيين المؤيدين للقضية الفلسطينية، إلى جانب نشطاء في منظمات متضامنة مع القضية الفلسطينية؛ أبرزهم منظمة "أوقفوا الحرب"، بالإضافة إلى جمع غفير ينحدر من خلفيات ثقافية واجتماعية وعرقية متنوعة تقيم في مدينة لندن.
وبعدما أدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، وفي خضم استمرار الحشد العسكري للجيش الاسرائيلي استعداد لغزو قطاع غزة بريا، أبدى المشاركون تخوفهم من وقوع كارثة إنسانية قد ينجم عنها نكبة ثانية. 
وفي هذا السياق، قال المفكر الباكستاني كريم علي إن مشروع التطهير العرقي لسكان غزة ونقلهم إلى سيناء بدأ يطرح على العلن من قبل السياسيين الإسرائيليين، في إطار الحرب على حركة حماس ومحاولة القضاء عليها نهائيًا، من جهة أخرى انتقد علي موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خلفية كلامه بإمكانية تهجير الغزاويين إلى صحراء النقب عوضا عن سيناء المصرية.
وفي معرض حديثه أشار علي إلى أن الشعب الفلسطيني عانى منذ عقود طويلة من الاحتلال والاضطهاد والممارسات العنصرية بعد النكبة وحتى يومنا هذا، معتبرا أنه قد حان الأوان لأن ينال الفلسطينيون حريتهم وتحقيق العدالة لقضيتهم. 
وشدد علي على أهمية خروج المظاهرات الداعمة لفلسطين في منطقة الشرق الأوسط ومختلف العواصم العالمية، لما تشكله من ضغط على حكومات ورؤساء تلك الدول، مستشهدا على ذلك بالمظاهرات الأردنية التي أدت إلى ضغوط على القيادة السياسية نجم عنها إلغاء اللقاء الذي كان مقررا بين الملك عبدالله والرئيس الامريكي جو بايدن، ومشيرا إلى أن موقف الرئيس التركي أردوغان كان "خجولا وبائسًا" مع بداية الحرب، ولكن بعد خروج مظاهرات حاشدة في اسطنبول طرأ تبدل على موقفه ليصبح أكثر جرأة وقوة إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
كما اعتبر علي بأن المسيرات الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية، التي خرجت في شوارع لندن وعموم المملكة المتحدة، دفعت كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض إلى تعديل خطابه، بعدما أيد مخاطرة الحرب على قطاع غزة وقطع الماء والكهرباء والمساعدات الغذائية عن سكانه ومستشفياته، حيث برر ذلك بحق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها.
من جانبها قالت الكاتبة الفلسطينية غادة كرمي إنها تأمل بألا ترى نكبة ثانية للشعب الفلسطيني بعدما عايشت بنفسها نكبة 1948، بعدما استغلت الزعامات الصهيونية "المحرقة-الهلوكوست"، التي تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية على يد النازية، إضافة إلى المزاعم الدينية التي روجت لفلسطين على أنها "أرض الميعاد لليهود"، إضافة إلى وعد بلفور الذي كان بمثابة النواة التي مهدت لنشوء "دولة إسرائيل ".
واعتبرت كرمي أن حكومة نتانياهو المتطرفة تعمل على استغلال العملية التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر، من أجل كسب التعاطف العالمي تحت شعار "معاداة السامية"، حيث اعتمدت الدعاية الإسرائيلية على نزع صفة الإنسانية عن جميع الفلسطينيين عبر نشر الأكاذيب عن مجازر تتعلق بحرق الأطفال وقطع رؤوسهم، دون أي أدلة تثبت ذلك.
كما أشارت كرمي إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية التي راح ضحيتها 81 فلسطينيا منذ بدء الحرب، فضلا عن مقتل 12 فلسطيني آخر مدينة القدس.
ووجهت كرمي، في نهاية حديثها، انتقادات لقادة الدول الأوروبية الذين يتهافتون على زيارة "إسرائيل" من أجل إظهار الدعم والتعاطف، وصلت لدرجة التملق وذرف الدموع، بينما يواصل جيشها قصف المباني السكنية والمشافي والكنائس، ويرتكب المجازر بحق المدنيين.
في السياق ذاته، أكدت جميع مداخلات الحضور في الندوة أن الشعب الفلسطيني احتلت أرضه وتعرض، ومازال يتعرض، للظلم والاضطهاد والإبادة، وأن مقاومة الاحتلال حق مشروع لكل الشعوب حتى الوصول إلى الاستقلال ونيل الحرية.
 

السابق الآلاف يتظاهرون في باريس للمطالبة "بوقف المجزرة في غزة"
التالي الغارديان: "انقسام الجالية اليهودية في بريطانيا بعد رد إسرائيل العنيف على غزة"