عرب لندن 

أظهر مقال نشرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أن هناك انقساماً واضحاً بين أبناء الجالية اليهودية في بريطانيا وموقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة. 

حيث قالت كاتبة المقال الصحافية هارييت شيروود، "إن مئات من أبناء الجالية اليهودية نددوا في بداية الحرب بما فعلته حماس من هجوم "إرهابي" على إسرائيل، حيث حملوا الأعلام الإسرائيلية، ورتبوا حينها وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة البريطانية داونينج ستريت". 

وأشارت شيروود، إلى أن تلك الوقفة الاحتجاجية كانت بتنظيم من مجلس نواب اليهود البريطانيين ومجلس القيادة اليهودية، وحضره الحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس.

وقالت شيروود، "الآن وبعد مرور أسبوعين من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت الوحدة اليهودية أكثر هشاشة، حيث إن صور الأطفال الفلسطينيين القتلى والدمار والكارثة الإنسانية في غزة حلت محل صور الأطفال الإسرائيليين القتلى، ومن هنا بدأ بعض اليهود البريطانيين في التعبير عن قلقهم بشأن ما يحدث وما لم يأت بعد".

وذكرت شيروود، أن هناك ثمانية من المحامين اليهود البريطانيين البارزين، وقعوا على رسالة تذكير للحكومة الإسرائيلية بضرورة التزاماتها بالقانون الدولي.

وكتب في الرسالة التي وقعها عدد من المحامين البارزين بمن في ذلك اللورد نويبرجر، وهو الرئيس السابق للمحكمة العليا، "رغم الإشارة إلى أن تصرفات حماس تعتبر جرائم حرب، وأن لإسرائيل حقاً واضحاً في الرد دفاعا عن النفس، إلا أن بعض جوانب الرد الإسرائيلي تثير بالفعل قلقا كبيرا". 

وأضافوا في الرسالة "إن إبقاء السكان تحت الحصار والعقاب الجماعي والفشل في ضمان الحد الأدنى من الحماية للمدنيين والبنية التحتية سيشكل، إذا ثبت، انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي".

ومن جانبه قال داني فريدمان كيه سي، وهو محامي حقوق الإنسان وأحد الموقعين على الرسالة، "إنه بصفته يهوديًا، كان "من غير المريح" بالنسبة له التوقيع على بعض من جوانب البيان، إلا أن ذلك ضروري بالنظر إلى واجبه كمحام".

وذكر فريدمان أنه يدرك تماماً حساسية الموقف والتوقيت لتوقيع هذه الرسالة. وأكد فريدمان على ضرورة الانتباه للقانون الدولي الذي كان واضحاً بشأن الحرب والاتفاقيات المبرمة بعد الحرب العالمية الثانية.

 وقال فريدمان "إن بيان المحامين يعكس التاريخ والقيم اليهودية الحديثة، وفي هذه الأوقات الرهيبة، أعتقد أنه من المهم أن يعبر المحامون اليهود عن موقفهم.. فإن أحد الأسباب التي جعلتني محامياً في مجال حقوق الإنسان هو أنني يهودي."

ويأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة أيضاً علامات انزعاج بشأن الحرب الإسرائيلية في فلسطين حيث تجمع 400 يهودي و25 حاخامًا، بقياد مجموعة الصوت اليهودي من أجل السلام في ناشونال مول في واشنطن العاصمة، للمطالبة بوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة.

حيث حاول حينها المحتجون اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وهتف اليهود في المظاهرة قائلين: "نحن هنا لنقول: ليس باسمنا". "نحن هنا كيهود - العديد من أحفاد الناجين من الإبادة الجماعية - ما يحدث الآن في فلسطين هو إبادة جماعية."

وفي لندن، اجتمع مئات من الأشخاص يوم الخميس الماضي، مظاهرة في ساحة البرلمان نظمتها وهي منظمة "نعامود" وهي مجموعة من اليهود اليساريين تقوم بحملات ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و"جرائم الفصل العنصري، حيث كتبت نعامود في إعلان اعتصامها عبر منصة "X":" لن نسمح باستخدام حزننا كسلاح لتبرير الإبادة الجماعية”.

 

 

السابق دعما لفلسطين .. منظمات في المجتمع المدني بلندن تعقد ندوة تضامنية (فيديو)
التالي هروب سجينين من سجن سوفولك… وشرطة بريطانيا تطلب مساعدة المواطنين للتعرف عليهما