عرب لندن - لندن
كشفت صحيفة "الغارديان" في تقرير نشرته اليوم الإثنين، أن ريشي سوناك رفض تمويل برنامج لإعادة بناء المدارس المتهالكة عندما كان وزيرا للخزانة.
وقال السكرتير الدائم لوزارة الخزانة، جوناثان سلاتر، والذي بقي في المنصب منذ 2016 وحتى 2020 أن المسؤولين قدموا أدلة تشير إلى وجود "خطر كبير على الحياة" بسبب الألواح الخرسانية المتهالكة، وأن هناك حاجة لإعادة بناء ما بين 300 إلى 400 مدرسة سنويا في إنجلترا. غير أن سوناك وافق على تمويل 100 مدرسة منها فقط، قبل أن يقرر تخفيض العدد إلى 50 مدرسة فيما بعد.
وخلال مقابلة له عبر إذاعة "بي بي سي 4" صباح اليوم، قال سلاتر أن الوزراء يولون أهمية كبيرة لتمويل بناء مدارس مجانية جديدة، عوضا عن ترميم القديمة، مشيرا إلى أنه يعتقد بأن تشييد مدارس جديد كان يجب أن يأتي في المرتبة الثانية في سلم الأولويات.
من جانبها، قالت وزيرة التعليم، جيليات كيجان، أن العدد الفعلي للمدارس التي تواجه خطر الانهيار لا يزال غير معروف، مؤكدة أن القائمة الكاملة للمدارس التي تعاني من هذا الخطر ستنشر خلال الأسبوع الجاري.
ويأتي هذا بعد أن أبلغت وزارة التعليم البريطانية عشرات المدارس الأسبوع الماضي باحتمالية إغلاقها قريبا لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.
وتواجه العديد من المدارس حول المملكة المتحدة خطر الانهيار بسبب الحالة السيئة للخرسانة المسلحة خفيفة الوزن (RAAC).
وبحسب مصادر بوزارة التربية والتعليم البريطانية، فإن المخاوف بشأن الطبيعة المتهالكة للخرسانة، التي تشبه "قطعة الشوكولاتة المفرغة من الداخل"، هي مسألة معروفة للحكومة منذ 5 سنوات، بعد انهيار مدرسة ابتدائية في كينت.
واستخدمت العديد من المدارس مادة الخرسانة المسلحة خفيفة الوزن عند إنشائها بين الستينيات والتسعينيات من القرن الماضي، مما أثار عدة مخاوف.
ووعدت الحكومة البريطانية، يوم أمس الأحد، بإنفاق كل ما يلزم من أموال، وبأسرع ما يمكن، لإصلاح عشرات المدارس المهددة بالانهيار، والتي اضطرت إلى إغلاقها كليا أو جزئيا في اللحظة الأخيرة عشية بدء العام الدراسي الجديد.
وتتصاعد الضغوط على السلطة التنفيذية منذ الخميس، حين تم الكشف عن هذه المشكلة التي يعتقد أنها لا تنحصر بالمدارس بل تشمل أيضا عددا من مباني المستشفيات والمحاكم المهددة بالانهيار لأنها مبنية بخرسانة من نوعية محددة تفقد صلابتها بمرور الوقت.
وتتهم المعارضة ونقابات المعلمين الحكومة بالاستهانة بمشكلة معروفة منذ سنوات عديدة.
والأحد، قال وزير المالية جيريمي هانت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "سننفق كل ما هو يلزم لحل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "سننفق كل ما يلزم من أجل أن نضمن قدرة الأطفال على ارتياد المدرسة بأمان. بإمكان الأهالي التأكد من أننا لن نقدم على أي مخاطرة في ما يتعلق بسلامة الأطفال"، مدافعا عن قرار الحكومة إغلاق المدارس المعنية قبل أيام من بدء العام الدراسي.