قصة استثنائية: يمنية تستعين بجمل للوصول إلى المستشفى وهي في حالة المخاض لتصل بعد 7 ساعات

عرب لندن - لندن 

كان ركوب الجمل شريان الحياة الوحيد لمنى ، حتى وصلت إلى المستشفى ووضعت مولودتها بعد رحلة مخاض صعبة ومؤلمة.

ونقلت "بي بي سي"، قصة اليمنية منى البالغة من العمر 19 عامًا، والتي لم تكن تعلم أن رحلتها إلى المستشفى للولادة ستستغرق حوالي سبع ساعات. 

وعادةً ما تستغرق الرحلة من منزل منى الواقع على قمة الجبال الصخرية إلى المستشفى أربع ساعات، تقطع فيها 40 كيلومترًا، إلا أن قلة الطرق المعبدة وسوء الأحوال الجوية جعلا رحلة منى – التي عانت خلالها من آلام المخاض – لا تُنسى.

وقالت منى "مع كل خطوة كان الجمل يخطوها شعرت بأنني أتمزق من الألم".

عندما توقف الجمل عن التقدم ، ترجلت منى وأكملت المرحلة الأخيرة من رحلتها سيرًا على الأقدام برفقة زوجها.

في محافظة المحويت، شمال غرب اليمن  يعتبر مستشفى بني سعد المرفق الصحي الوحيد المتبقي لخدمة آلاف النساء. من منزل منى في قرية المقر ، لا يمكن الوصول إلى المستشفى إلا عن طريق عبور الجبال الوعرة، سواء على ظهور الجمال أو سيرًا على الأقدام.

بينما كانت منى تكافح خلال رحلتها ، كانت تخشى أيضًا على سلامتها وسلامة طفلها الذي لم يولد بعد.

تقول منى: “الطريق كان وعرًا. كانت رحلة مرهقة جسديا وذهنيا. أحيانا كنت أدعو الله أن يتوفاني وأن يحمي طفلتي."

توقع أن نواجه بعض التحديات ، ولكن لم يكن لدينا خيار آخر سوى المضي قدمًا".

بعد ساعات من الرحلة الشاقة ، وصلت منى وزوجها إلى مستشفى بني سعد ، حيث كانت ينتظرها فريق طبي لإجراء عملية الولادة.

ورغم التحديات والصعوبات التي واجهتها ، نجحت منى في إنجاب طفلتها بسلام وسط حالة من الفرح والتأثر في المستشفى.

وتمت مشاركة قصة منى على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وأثارت إعجاب الكثير من الأشخاص الذين أشادوا بقوتها وإصرارها على تحقيق رغبتها في الوصول إلى المستشفى وإنجاب طفلها.

هذه القصة تبرز الصعاب التي يواجهها العديد من الأشخاص في الوصول إلى الخدمات الصحية الضرورية في اليمن، خاصة في المناطق النائية والمناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة في اليمن، تموت سيدة أثناء الولادة كل ساعتين لأسباب كان من الممكن تفاديها، منها الزيارات الدورية للطبيب خلال مراحل الحمل.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أقل من نصف جميع الولادات في اليمن تتم بمساعدة طبيب مختص، بينما تتم ثلث الولادات داخل منشأة صحية. 

بالإضافة إلى هذا، يعيش خمسا سكان اليمن على بعد أكثر من ساعة من أقرب مستشفى.