عرب لندن
لم يتراجع أسطورة كرة القدم غاري لينيكر، الذي يعمل حاليا مقدما كرويا في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن موقفه إزاء مشروع قانون الهجرة الذي طرحته الحكومة البريطانية، وهو يشبهه بخطاب ألمانيا النازية.
وكتب لينيكر (62 عاما) على تويتر الأربعاء "لم أعرف قط مثل هذا الحب والدعم في حياتي أكثر مما تلقيته هذا الصباح (ربما باستثناء أهداف كأس العالم مع إنكلترا)".
وأضاف هداف مونديال المكسيك 1986 وصاحب 48 هدفا في 80 مباراة خاضها مع إنكلترا بين 1984 و1992 "أريد أن أشكر كل واحد منكم. هذا يعني الكثير. سأستمر في المحاولة والتحدث نيابة عن تلك النفوس المسكينة التي ليس لها صوت. تحياتي للجميع".
وتدافع الحكومة البريطانية عن خطتها لفرض قيود صارمة على حق اللجوء لوضع حد لعمليات العبور غير الشرعية لقناة المانش، وهو ما نددت به بشدة المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
هذا النص الذي عرض الثلاثاء على البرلمان يجعل اللجوء غير متاح للمهاجرين الواصلين بشكل غير قانوني، وبذلك تسعى حكومة ريشي سوناك المحافظة التي تراجعت شعبيتها في استطلاعات الرأي، لثني الآلاف عن عبور المانش على متن قوارب صغيرة.
ينص مشروع القانون على الترحيل السريع للمهاجرين الذين يصلون بهذه الطريقة ويمنعهم من طلب اللجوء وبالتالي الاستقرار في المملكة المتحدة أو التقدم بطلب للحصول على الجنسية البريطانية. كما يسهل احتجاز المهاجرين حتى ترحيلهم إلى دولة اخرى تعتبر آمنة.
أثار مشروع القانون الذي جاء بعد تشديد قوانين الهجرة، موجة استنكار من جمعيات مساعدة اللاجئين التي تعتبره مخالفا للقانون الدولي.
وحذرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الذي يعمل فيها لينيكر حاليا ضمن برنامج "ماتش أو ذي داي"، النجم الدولي السابق بضرورة احترام إرشادات وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتقاده وزيرة الداخلية سويلا برايفرمان المسؤولة عن مشروع القانون الجديد.
وقال لينيكر على تويتر "يا إلهي، هذا أمر فظيع"، مضيفا "نستقبل لاجئين أقل بكثير من الدول الأوروبية الكبرى الأخرى. هذه مجرد سياسة قاسية بدرجة لا يمكن قياسها وموجهة ضد الأشخاص الأكثر ضعفا بلغة لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات، و(يقولون) أنا من تجاوز حده؟".
وردت برايفرمان على تعليقات لينيكر بقولها لإذاعة "بي بي سي" إنه "من الواضح أني أشعر بخيبة أمل لأنه يحاول مساواة إجراءاتنا بألمانيا في الثلاثينيات. لا أعتقد أن هذه طريقة مناسبة لتأطير النقاش".
ويعتبر لينيكر المقدم الأعلى أجرا في هيئة الإذاعة البريطانية الممولة من القطاع العام براتب سنوي قدره 1.35 مليون جنيه إسترليني (1.60 مليون دولار، 1.51 مليون يورو)، وفقا للأرقام المنشورة العام الماضي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للهجوم بسبب تعليقاته المرتبطة بالسياسة، وقد ح ذ ر العام الماضي من قبل المدير العام تيم دايفي بتجنب الحديث في هذا الموضوع.
ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن مصدر في "بي بي سي" الأربعاء تعليقه على تصريحات لينيكر بشأن اللجوء، قائلا "إننا نأخذ الأمر على محمل الجد وسوف نجري معه محادثة صريحة جدا ".
ويصر لينيكر دائما على أنه يتمتع بحرية التعبير عن آرائه السياسية لأنه لا يعمل في قسم الأخبار أو الشؤون السياسية في "بي بي سي".
ومع ذلك، اعت بر في تشرين الأول/أكتوبر أنه خالف قواعد الحياد في "بي بي سي" بتغريدة عن حزب المحافظين رد فيها على وزيرة الخارجية آنذاك ليز تروس التي حثت على مقاطعة نهائي دوري أبطال أوروبا عندما كان لا يزال مقررا إقامته في روسيا العام الماضي، كاتبا "وهل سيقوم حزبها بإعادة التبرعات التي حصل عليها من المانحين الروس؟".