عرب لندن
نفذت طواقم فرق الإسعاف إضرابا في إنكلترا وويلز، ما أدى إلى تصعيد الخلاف على الأجور بين الحكومة ومجموعة من موظفي القطاع العام.
تسببت سلسلة من الإضرابات في إشاعة شعور بالبؤس في بريطانيا قبل عيد الميلاد مع تهديد عمال السكك الحديد وشرطة مراقبة الجوازات أيضا بإفساد عطلة الأعياد في ظل رفض الحكومة قبول المطالب المتعلقة بالأجور.
يطالب الموظفون في جميع قطاعات الاقتصاد البريطاني بزيادات في الرواتب في مواجهة التضخم الأعلى منذ عقود مع بلوغه حاليا نحو 11% والذي يتسبب في أسوأ أزمة غلاء معيشة منذ جيل.
قالت المسعفة كيرستن ريد (24 عاما) لوكالة فرانس برس في كراولي بجنوب انكلترا "لا نحصل على رواتب كافية مقابل ما نستحقه. من ثم فإن سلامة المرضى مهمة كبيرة. أوقات عملنا مروعة، ويجب أن تكون أفضل". وأضافت "نعمل في نوبات مدتها 12 ساعة مع استراحة من 30 دقيقة، لكن نادرا ما تكون النوبات 12 ساعة فقط. فهي عادة أطول من ذلك".
تبادلت الحكومة والنقابات اللوم حول الخسائر المحتملة في الأرواح نتيجة الإضرابات، وحذر مسؤولون في قطاع الرعاية الصحية من إجهاد نظام يعاني بالفعل من أزمة.
أضرب الآلاف من أعضاء الجمعية الملكية للتمريض (RCN) في إنكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية الثلاثاء بعد خمسة أيام فقط من إضرابهم الأول في خلال 106 أعوام من تاريخ الجمعية.
وفي مقال كتبه في صحيفة دايلي تلغراف اتهم وزير الصحة ستيف باركلي النقابات باتخاذ "قرار واع " بالتسبب بالأذى للمرضى.
وردت رايتشيل هاريسون، السكرتيرة الوطنية للاتحاد العام للنقابات جي إم بي GMB union لتصف تعليقات الوزير بأنها "مهينة". وقالت إن "عمال الإسعاف غاضبون من مثل هذه المحاولة الفظة والمهينة لتحويل الانتباه عن الفوضى الحكومية المستمرة في الخدمة الصحية الوطنية NHS".
هددت النقابات التي تمثل كلا من ممرضات الخدمة الصحية الوطنية وطواقم الإسعاف بتنفيذ مزيد من الإضرابات في العام الجديد إذا أصرت الحكومة على موقفها.
وشكل نحو عشرة موظفين خط اعتصام خارج قاعدة سيارات الإسعاف في كراولي. وقال ممثل اتحاد GMB ليب ويتفيلد لوكالة فرانس برس إن الإضراب هو "من أجل الحصول على أجر عادل. في نهاية المطاف خ فضت الرواتب بنسبة 20 بالمئة على مدى السنوات العشر الماضية، ولم يعد بالإمكان الاستمرار هكذا".
توقف الأربعاء موظفو سيارات الإسعاف في الخدمة التي تديرها الدولة بمن فيهم طواقم الإسعاف ومسؤولو الاتصالات عن العمل. وتجمع نحو 40 موظفا معتصمين خارج مركز خدمة إسعاف وست ميدلاندز في لونغفورد في وسط انكلترا خلف لافتة كتب عليها "الخدمة الوطنية الصحية تحت الحصار".
وبينما عبر سائقو سيارات الإسعاف عن تأييدهم عبر إطلاق العنان لأبواقهم، قال ممثل نقابة يونايت Unite ستيف تومسون إن الهدف من الإضراب محاولة الاحتفاظ بالخدمات وتحسينها، بالإضافة إلى تحسين الأجور.
وقال "بهذا نحن نبلغ (الحكومة) بأننا لن نسمح بحدوث (تدهور في الخدمات). لن نتراجع. ... نريد أن تستيقظ الحكومة وتدرك أن هذا الوضع خطر".
وقال أدريان بويل، رئيس الجمعية الملكية لطب الطوارئ، إن نظام الطوارئ تعرض "لضغط هائل" خلال السنوات الثلاث الماضية. ووصف العام الماضي بأنه "أسوأ ما رأيناه على الإطلاق" في ما يتعلق بالتأخير في نقل المرضى إلى المستشفى من سيارات الإسعاف بسبب نقص الأسرة.
وقال إن أقسام الحوادث والطوارئ كانت تتوقع من الناس أن يشقوا طريقهم بأنفسهم إلى المستشفى، حتى أولئك الذين يعانون من حالات تهدد حياتهم.
وأضاف لإذاعة تايمز راديو "نتوقع أن يظهر المصابون بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية عند المدخل الأمامي. الآن، وبسبب التأخير، يحدث هذا كثيرا في أي حال".
لكن الحكومة تصر على أنها لا يمكن أن تلتزم بأكثر من زيادات متواضعة لعمال القطاع العام أوصت بها هيئات مستقلة لمراجعة الأجور.
وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك إن "أفضل طريقة لمساعدتهم ومساعدة أي شخص آخر في البلاد هو أن نكون صارمين ونخفض التضخم في أسرع وقت ممكن".
وانتقدت الجمعية الملكية للتمريض موقف الحكومة واتهمت وزير الصحة ستيف باركلي بتبني أسلوب تفاوض "متعنت" خلال الاجتماعات الأخيرة.
وحذرت من أن الممرضين سينفذون إضرابا أوسع الشهر المقبل إذا استمرت الحكومة "في عدم الاكتراث لمطالب طواقم التمريض".
وقالت الجمعية إن الممرضين في اسكتلندا الذين لم ينضموا إلى الإضرابين الأخيرين في أماكن أخرى، سيعلنون عن مواعيد الإضراب في أوائل العام المقبل بعد أن رفضوا بغالبية ساحقة العرض المالي الأخير للحكومة الاسكتلندية.
استعان الوزراء بنحو 750 عسكري ا لقيادة سيارات الإسعاف والقيام بأدوار لوجستية للتخفيف من تأثير إضراب سيارات الإسعاف الأربعاء.
وعلى الرغم من إصرار الحكومة على أنها لن تتفاوض، تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الناس يدعمون الممرضين، وبدرجة أقل العمال الآخرين المضربين.
وأظهر استطلاع لشركة يوغوف YouGov نشر الثلاثاء أن ثلثي البريطانيين يدعمون الممرضين المضربين، وأن الدعم يصل بالمثل إلى 63% لطواقم سيارات الإسعاف.