على بي بي سي .. محمد أمين يفكك صورة الملكة إليزابيث في المخيال العربي
عرب لندن
أوضح محمد أمين، الباحث المختص في الشأن البريطاني ورئيس تحرير موقع عرب لندن، أن هناك تمثلات مختلفة في العالم العربي لشخصية الملكة إليزابيث الثانية، المتوفاة يوم الخميس الماضي باسكتلندا، وخلفها ابنها الأمير شارلز، ليصبح الملك تشارلز الثالث.
وقال محمد أمين، وهو يرد على سؤال "كيف ينظر العرب إلى الإرث التاريخي والسياسي والثقافي للملكة إليزابيث الثانية؟"، ضمن برنامج خاص على قناة بي بي سي نيوز، إنه "ينبغي الفصل، في هذا الجانب، بين شقين، أحدهما يتصل بالاستعمار البريطاني لعدد من الدول العربية، وما خلفه ذلك من مآس، وهو سلبي بالطبع، والثاني يتعلق بشخصية الملكة إليزابيث، التي قدمت نفسها للعالم، وضمنه العرب، باعتبارها شخصية مؤثرة، ويبقى هذا الجانب مختلفا برمزيته والمعاني التي يشير إليها".
وأكد محمد أمين، الذي كان يتحدث عبر سكايب، أن هناك خلطا لدى البعض في الفرز بين شخصية الملكة إليزابيث وسياسات الدولة البريطانية، موضحا:"ونحن نعني هنا أن هناك فصلا بين السياسة البريطانية وشخص الملكة إليزابيث الثانية، وحين يحدث الخلط فلدى من يتبنون موقفا سلبيا من الملكة، لا سيما أن الناس في العالم العربي لا يجيدون الفصل بين سياسات الدولة والملكة، إذ يعتقدون أن الملوك في بريطانيا شأنهم شأن الملوك العرب، يحكمون ويديرون شؤون الأمور كلها".
ولم يقف محمد أمين عند هذا الحد، بل أشار إلى أن شخصية الملكة إليزابيث كان لها في المخيال الشعبي الهربي صورة إيجابية على العموم، خاصة ما يتصل بانسحاب بريطانيا من الدول التي عانت من الاستعمار، وما بشرت به في تلك الحقبة، مستدركا بالقول:"غير أن هناك جانب سلبي للصورة نفسها، لاسيما عندما نتحدث عن دور المملكة في فلسطين، أو إقامة إسرائيل، أو الملفات الأخرى المتصلة بتوق الإنسان العربي إلى الاستقلال والتحرر".
محمد أمين تحدث، أيضا، عن موقف الملكة إليزابيث الثانية من العدوان الثلاثي على مصر، معرجا على تعاطي القوميين العرب، الذي ساد فكرهم في تلك الأثناء، من الأزمة، وكيف قوى العدوان موقفهم من الإمبريالية العالمية، وفي مقدمتها المملكة المتحدة، بسطوتها واعتدائها على الشعوب ومقدراتها، ليصل إلى النظرة التي يحملها المواطن العربي حاليا للمملكة، باعتبارها واحة للديموقراطية، بل وأكثر من ذلك نموذجا بحتذى في تدبير السلطة، وتقاسمها في العالم العربي.