عرب لندن
لا تتوقف الطبقة السياسية الأوروبية، على الخصوص، عن إثارة اللغط حول الإسلام، ولاسيما حول الحجاب. ويتعلق الأمر هذا المرة بواحدة من 17 صورة لحملة تعزيز مشاركة المواطنين في مؤتمر مستقبل أوروبا، خلفت جدلا كبيرا لدى السياسيين الفرنسيين.
في الصورة، نرى امرأة شابة جميلة ترتدي الحجاب، تتكئ على أحد السلالم في مقر المفوضية الأوروبية. وأرفقت الصورة بهذه الرسالة: “اجعل صوتك مسموعا، المستقبل بين يديك”.
وكرد فعل على الصورة، والحملة كلل، بعث البرلماني فرانسوا-غزافييه بلامي، رئيس كتلة حزب “الجمهوريون” اليميني المحافظ الفرنسي في البرلمان الأوروبي، برسالة نصية إلى الرؤساء الثلاثة لمؤتمر مستقبل أوروبا، من أجل التنديد بـ”الخلط المطلق بين النوع”، متسائلا، في رسالته: “هل تودون أن يكون مؤتمر مستقبل أوروبا مناسبة لمرحلة جديدة في ترويج المؤسسات الأوروبية للحجاب الإسلامي؟!”
وأضاف فرانسوا-غزافييه بلامي: “بعد التمويل المشترك من قبل المفوضية الأوروبية لحملة تشير إلى أن (الفرح يمكن في الحجاب)، تساهم هذه الصورة المرئية الجديدة في إضفاء الشرعية المؤسسية، من قبل الهيئات الرسمية، عن طريق التمويل العام، لقاعدة دينية محددة للمرأة من قبل سلطات مسلمة. في هذه الصورة، يبدو أن الحجاب يرتدى وفقًا للمتطلبات الصارمة للإسلام الراديكالي، حتى لا يكشف عن خصلة شعر واحدة”، على حد تعبيره.
مؤتمر تنظيم مستقبل أوروبا، ينظم وتتولى رئاسته بشكل مشترك من قبل مؤسسات الاتحاد الأوروبي الثلاث (المفوضية والبرلمان والمجلس). لكن الصورة نفسها اختارها البرلمان الأوروبي وهي جزء من بنك الصور الذي استخدم لدعم حملة التعبئة هذه.
ورداً على سؤال لمجلة “لوبوان” الفرنسية، قال كليمان بون، الذي يرأس بلده الدورة: “لا أنوي إثارة الجدل، حتى لو كنت شخصيًا أفضل عدم اختيار هذه الصورة للشابة المحجبة.” وأوضح: “إنه ليس بوستر يروج للحجاب مثل الحملة التي دفعت إلى سحبها”.
وفي شهر نوفمبر الماضي، أطلق مجلس أوروبا حملة بعنوان “الحرية في الحجاب”، لكن بعد ذلك بأيام قليلة، تدخلت فرنسا وسحبت الحملة. وأكد كاتب الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية أن “الحجاب ليس محظورا في فرنسا أو في 26 دولة أخرى. يجب ألا نخلط كل شيء، وإلا فإننا نسقط على الجانب الآخر”.
وشدد البرلماني- الأوروبي الفرنسي فرانسوا كزافييه بيلامي، في رسالته، على القول إن “ارتداء الحجاب يُفرض اليوم، بما في ذلك عن طريق الإكراه والعنف، في العديد من البلدان الإسلامية، وفي كثير من الأحيان، للأسف، في العديد من المناطق داخل البلدان الأوروبية”.
ويتضح من خلال ردات الفعل لدى الطبقة السياسية الفرنسية على الخصوص، بأن الحملة انعكست بالأساس على الجدل بشأن الإسلام والحجب داخل فرنسا، أكثر من غيرها من الدول الأوروبية. وهو الجدل الذي ارتبط، على الدوام، بأمور مجانبة للصواب، وتصب في مصلحة اليمين واليمين المتطرف.