عرب لندن - لندن
حذر تقرير جديد من استراتيجية "Prevent" التي بموجبها أصبحت المدارس والجامعات في بريطانيا ملزمة قانونيا بوضع سياسات تهدف إلى مكافحة خطر الانجرار وراء التطرف في أعقاب خدعة "حصان طروادة برمنغهام"، بزعم أنها تنتهك حقوق الأطفال.
وذكر تقرير مشروع "The People's Review of Prevent" وهو بمثابة مراجعة للبرنامج بهدف دعم الأفراد والمجتمعات التي تأثرت سلبا ببرنامج "Prevent"، وجود أدلة جديدة تشير إلى أن وزارة الداخلية تواصل اعتماد تصنيفات للمجتمعات المسلمة بهدف تخصيص الموارد للبرنامج، حيث يعيش ثلاثة أرباع المسلمين في إنجلترا وويلز في مناطق تمثل "أولوية" للبرنامج وموارده.
ووصف التقرير الاستراتيجية التي يتبعها البرنامج بأنها "غير ناجحة و تمييزية ضد المسلمين"، وبشكل خاص ضد الأطفال والشباب.
وأورد التقرير أمثلة تتضمن خضوع صبي في الثامنة من عمره لمقابلة مع شرطيين من مكافحة الإرهاب طلبا منه تلاوة القرآن، بعد أن تم إحالته لبرنامج "Prevent" دون علم ذويه.
ويرى التقرير أن لجنة المساواة وحقوق الإنسان في المملكة المتحدة "أخفقت" في التحقيق في الشكاوى المتعلقة بالإسلاموفوبيا التي تحيط بالبرنامج.
ويحظى التقرير الذي أعدته ليلى أيت الحاج وهي مديرة منظمة "Prevent Watch" بالاشتراك مع جون هولموود، وهو أستاذ فخري في السوسيولوجيا بجامعة نوتنغهام، بدعم من جماعات حملات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع الإسلامي.
وقالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، فيونوالا ني أولين، أن التقرير "يؤكد الحاجة الماسة للتعامل مباشرة مع الشواغل العميقة من التمييز ووصمة العار وتجريم الأفراد بحكم الواقع، ولا سيما الأطفال، وانتهاكات الخصوصية، والتدخل في حرية ممارسة المرء معتقداته الدينية، والتأثير السلبي على الحق في التعليم والصحة والمشاركة في الشؤون العامة لأفراد مستهدفين، وهم المسلمون بصفة أساسية".
وأضافت أنها تتمنى أن يساعد التقرير في فتح باب نقاش حول عمل "Prevent" في المملكة المتحدة.
وأشار التقرير إلى العلاقة بين خدعة حصان طروادة برمنغهام والتطبيق الإلزامي للبرنامج عام 2015، الذي طلب من موظفي القطاع العام والمعلمين والأطباء أن "يولوا الاهتمام لمنع الأفراد من الانجرار نحو الإرهاب"، قبل أن يوسع نطاق التطبيق ليشمل المدارس وأماكن رعاية الأطفال.
ويدعو البرنامج للترويج لما يعرف بـ "القيم البريطانية الأصيلة" مثل الديمقراطية وحرية الأفراد والاحترام التسامح مع الأشخاص أصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة، غير أن التقرير يرى أن وضع القيم في هذا الإطار "بريطانية" يرقى لكونه دعوة لتأسيس "منهج قومي" معادي للأقليات.
وذكر التقرير العديد من الأمثلة لتأثير خدعة حصان طروادة برمنغهام داخل المدارس، منها منع قصص الأطفال التي تروي حكايات بطريقة تعكس تنوع الثقافات بحجة أنها مدفوعة ب "رواية إسلامية"، ومنع كوادر التدريس الآسيوية من الجلوس معا أثناء الغداء بسبب البرنامج.
ووفقا للتقرير، فقد توسع نطاق تطبيق البرنامج في مناطق المسلمين لتصل إلى 44 منطقة، يعيش فيها 73% من المسلمين في إنجلترا وويلز ويخصص لهم تمويلات وموارد إضافية لتلبية أهداف البرنامج.
وعلى الرغم من أن التعداد السكاني للمسلمين في إنجلترا وويلز لا يتجاوز 5% من إجمالي السكان، إلا أن 22% من الإحالات كانت تتعلق بالإسلاموية.