لندن- عرب لندن
عقد منتدى التفكير العربي يوم السبت الموافق 12/2/2022 ندوة بعنوان: " الربيع العربي...11عاما ..الدروس والعبر" في فندق "كراون بلازا" في العاصمة البريطانية لندن. حاضر فيها كل من البروفيسور جلبير الأشقر، أستاذ الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، والدكتور غازي صلاح الدين، رئيس حركة الإصلاح الآن ووزير سابق ونائب برلماني لعدة دورات حيث حاول المحاضران الاشارة إلى أهم الدروس والعبر المستفادة من التجربة الثورية في العالم العربي.
وأكد كل منهما على أن الثورات العربية لم تهزم هزيمة نهائية وأن ما جرى هو بمثابة خسارتها لمعركة في سياق حرب طويلة لاتزال قائمة وأن الشعوب لن تقبل العودة إلى عهد الدكتاتورية المطلقة .
كما ركز المحاضران في حديثهما على الثورة السودانية باعتبارها الثورة الوحيدة التي لا تزال تقف على قدميها متصدية لمحاولة احتوائها من قبل المكون العسكري، غير أن كلا منهما كان لديه رؤيته حول مآ لاتها حيث اعتبر الدكتور غازي صلاح الدين أن التفاهم الذي تم بين المكون العسكري والمكون المدني والذي عرف بالوثيقة الدستورية جنّب البلاد صراعا دمويا وساهم في إسقاط النظام السابق في حين اعتبر الدكتور الأشقر أن هذه الوثيقة كانت بمثابة مساومة بين قوى إعلان الحرية والتغير من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى بعد إخفاق المحاولة القمعية التي قامت بها المؤسسة العسكرية بفض اعتصام القيادة العامة في بداية يوليو 2019 .
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضران عن أسئلة الحضور والتي تركزت على انعكاسات اخفاق الثورات العربية وعدم تحقيقها للأهداف التي قامت من أجلها على الشعوب العربية والتي بدأت تشعر بالإحباط وتؤثر استقرار النظام المستبد على حالة الفوضى التي أعقبت ثورات الربيع العربي حيث أشار الدكتور صلاح الدين إلى أن النتائج لم تحسم حتى الآن وأن الصراع لايزال قائما وحالة عدم الاستقرار هي نتاج طبيعي لما بعد الثورة لكن الشعوب ستتمكن من تجاوز ذلك وستخرج من هذه الدائرة.
كما أكد الدكتور جلبير على أن الصراع بين التقدمية والرجعية بعيد عن أي معتقد عقائدي وأن الجماهير ستلتف حول الجهة التي ستحقق أهدافها المتمثلة بالحرية والعيش الكريم والديمقراطية.
واعتبر الدكتور جلبير أن الثورة الوحيدة التي لاتزال صامدة هي الثورة السودانية أما بقية الثورات فهي وإن خسرت معركة فهي لم تخسر الحرب ، بل يتوقع الدكتور جلبير بأنه ستندلع معارك أخرى في أي وقت حيث لن تعود المنطقة إلى ما كانت عليه من دكتاتورية قبل هذا . وعليه يرى الدكتور جلبير بأن هنالك جيل جديد من الثوار لديه قدرات إبداعية يمكن أن تفجر ثورات من نوع آخر من الصعوبة السيطرة عليها من قبل الأنظمة الديكتاتورية.
أما الدكتور غازي صلاح الدين فقد وصف الحالة السودانية بأنها حالة استثنائية مقارنة بالثورات المختلفة ما يجعلها قابلة للتشكيل وفقا للمعطيات القائمة وعليه فهي قابلة للاستمرار مشيرا إلى أن المعركة لم تحسم حتى الآن لصالح الطرف المتغلب، حيث لايزال هناك فراغ في الحكم مشيرا إلى أنه لا يوجد أي تفويض للمجلس العسكري بحكم البلاد على خلاف ما حصل في دول أخرى مستدلا على هذا بما قام به سوار الذهب إبان الفترة التي تم تسيرها من قبل الجيش. وأشار إلى المفارقة بين موقف سوار الذهب وموقف المجلس العسكري الحالي في السودان والذي دخل في محاصصة مع الحكومة المدنية دون الاستناد إلى أي وثيقة أو اتفاقية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تعتبر الثورة في السودان ثورة شعبية أم انقلابا من قبل الجيش، قال الدكتور الجلبير أن العلاقة معقدة جدا فلولا الهبة الشعبية لم يتحرك الجيش ولولا تحرك الجيش لم تنجح الثورة في عزل النظام ولكانت الثورة أكثر دموية معتبرا أن هذا جزء من الإجابة وليس الإجابة . وأوضح من وجهة نظره بأن الجيش في السودان كما هو في مصر والجزائر هو إدارة الحكم مباشرة وليس أداة من أدوات الحكم وهو أسوأ أشكال الحكم الديكتاتوري .