عرب لندن
واجه المرشح اليميني المتطرف المحتمل للرئاسة الفرنسية، إريك زمور، وابلا من الانتقادات، هذا الأحد، بعد شنه هجوما عنيفا ضد سياسة الهجرة التي انتهجها الرئيس السابق فرنسوا هولاند، محملا هذه السياسة مسؤولية هجمات تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
وأدلى زمور، الذي لم يخف رغبته الترشح للرئاسة في انتخابات نيسان/أبريل، بهذه التصريحات خلال زيارته مساء السبت مسرح باتاكلان في باريس، حيث قتل 90 شخصا في سلسلة هجمات منسقة ضربت العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
والهجمات التي خلفت نحو 130 قتيلا نفذتها خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مؤلفة من 10 اشخاص غالبيتهم من الفرنسيين والبلجيكيين، وقد التحق بعضهم بالجهاديين في سوريا قبل العودة الى فرنسا لتنفيذها.
واتهم زمور، البالغ 63 عاما، في حديث مع الصحافيين خارج مسرح باتاكلان الرئيس الفرنسي آنذاك هولاند بالإهمال "الجرمي" لفشله في الكشف عن المهاجمين الذين تسللوا الى أوروبا وسط التدفق الهائل للمهاجرين السوريين.
وزمور الذي يحقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي ببرنامجه المناهض للإسلام والهجرة، على الرغم من عدم اعلان ترشحه رسميا، قال للصحافيين إن هولاند "كان يعلم بإمكان وجود ارهابيين واتخذ القرار الجرمي بترك الحدود مفتوحة".
واعتبر الصحافي المخضرم السابق أنه حتى أولئك المهاجمين الذين يحملون الجنسية الفرنسية "كان بالإمكان القبض عليهم" في حال قامت فرنسا بإغلاق حدودها، خاصة وأن الجهاديين كانوا قد قتلوا على أرضها مجموعة من رسامي الكاريكاتير قبل عشرة أشهر.
لكن هولاند الذي استدعي للإدلاء بشهادته هذا الأسبوع في محاكمة 20 متهما بتنفيذ الهجمات، بينهم صلاح عبد السلام العضو الوحيد في المجموعة الذي لا يزال على قيد الحياة، اتهم زمور بشن هجوم "لا أساس له وفاحش ومعيب". وقال هولاند لإذاعة الجالية اليهودية "راديو جاي" إنه أمر "فاحش أن تكون أمام باتاكلان وأن تتحدث عن حرب حضارات".
كما ندد ناجون وأقارب ضحايا هجمات باريس بزمور لإقحامه السياسة في ذكرى المجزرة. واتهم آرثر دينوفو أحد الناجين من هجوم باتاكلان، والذي يرأس جمعية "الحياة من أجل باريس" زمور بالتصرف مثل "منتهك خطير".
وكتب على تويتر "نحن غاضبون للغاية من هذا الاستغلال السياسي لضحايا الإرهاب". وينافس زمور زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبن على زعامة اليمين القومي الفرنسي.
وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنه تجاوزها ليصبح أول منافس لماكرون. لكن استطلاعات أخرى أشارت الى أن لوبن البالغة 53 عاما لا تزال تتمتع بالدعم لمنافسة ماكرون في جولة اعادة كما فعلت عام 2017.