عرب لندن
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الأحد من وصول الأحزاب اليمينية المعروفة بعدائها الواضح للمسلمين والمهاجرين إلى برلمان الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن الخطاب الأبرز للأحزاب اليمينية يتمثل في مناهضة المسلمين، ما يشكّل خطرًا على المهاجرين المسلمين في أوروبا وعلى الجاليات والمهاجرين المقيمين في القارة.
وقال المرصد الحقوقي- مقرّه جنيف- إن منح القوة القارية لسياسيين وأحزاب يمينية أمثال خيرت فيلدرز من "الحزب الهولندي من أجل الحرية" وماتيو سالفيني من "حزب ليجا نورد" وغيرهم، سيؤدي بالضرورة إلى وضع مئات الآلاف من المسلمين والمهاجرين في القارة في دائرة الخطرٍ، والشعور الدائم بعد الأمان في ظل التهديدات والاعتداءات التي تطالهم في مناطق متفرقة من العالم.
وقالت المتحدثة باسم الأورومتوسطي سارة بريتشت إنّ خطاب الأحزاب السياسية المناهض للمسلمين لم يغب عن برلمان الاتحاد الأوروبي، لكنّ تأثيره ظل محدودًا ولم يكن يشكّل برنامجًا سياسيًا بحد ذاته. وأكدّت أنّ الأطراف الأوروبية المعادية للمسلمين تحاول اليوم بناء رؤية قومية للاتحاد -المتمثل بـ 28 دولة يقطنها 580 مليون مواطن-من أجل الفوز بالانتخابات بإعلان معاداة المسلمين.
ونوّهت بريتشت إلى أنّ بريطانيا التي لم يكن من المفترض أن تشارك في انتخابات البرلمان الأوروبي، ترشّح "تومي روبنسون"، والمعروف بمعاداته الصريحة والعنيفة للمسلمين، ما يكشف اتجاه دول الاتحاد إلى خطوات خطيرة قد تلحق بالمهاجرين المسلمين في أوروبا، خاصةً مع تزامن الانتخابات مع الخطاب العنيف المتصاعد ضد المهاجرين.
وأوضحت أن الانتخابات الأوروبية تُظهر فريقاً مرشحاً يتباهى بمعاداة المهاجرين والمسلمين، وينظرون إلى أوروبا نظرةً عرقية ودينية، ويدعون إلى الحفاظ عليها دون تدخلات أجنبية.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ تمّكين هذه المجموعات السياسية التي تصنِّف الأشخاص على أساس اللون أو العرق أو الدين أمر مثير للقلق، إذ يجب أن تبقى هذه الجماعات بعيدًة عن صناعة القرار في البرلمانات الأوروبية وأي مكان آخر في العالم.
ودعا الشعوب الأوروبية إلى تغليب العقلانية على التطرف والإقصاء، خاصة وأنّ الاتحاد الأوروبي طالما مثّل رمزًا للتعايش على مدار سنوات، ما أسهم في إرساء بيئة حاضنة للشعوب المسلمة المهاجرة التي تلجأ لتلك الدول.