عرب لندن
شرعت وزارة الأعمال البريطانية في عقد سلسلة محادثات عاجلة مع كبرى شركات الغاز قصد تقييم حجم التأثير الذي سيسببه الارتفاع الكبير لأسعار الغاز في الأسواق العالمية على التعافي الاقتصادي للبلاد.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أمس السبت، أن وزير الأعمال، كواسي كوارتينغ، يجري حاليا مشاورات مع شركات إمداد الغاز في البلاد لمناقشة كيفية التعامل مع الزيادة "الكبيرة" في الأسعار، في ظل إغلاق مصنعين كبيرين للأسمدة بسبب هذه الزيادة.
وقالت مصادر حكومية أنه لا يوجد تهديد كبير لبريطانيا جراء تأثيرات ارتفاع أسعار الغاز، إلا أنه ستتم مراقبة التأثيرات المحتملة على شركات الغاز الصغيرة والتي تعد الأكثر عرضة لهذه الأزمة.
وتنظر الحكومة في احتمال استيراد كميات من المنتجات التي قد يتأثر إنتاجها بأزمة الغاز، مثل الأسمدة لتغطية العجز في الإنتاج المحلي الناجم عن توقف عدد من المصانع.
وتعاني بريطانيا حاليا من انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة في ظل تراجع الرياح في الأشهر الأخيرة، فضلا عن انقطاع الطاقة الكهربائية المنتجة من بعض محطات الطاقة النووية، وتراجع كميات الغاز الطبيعي المستوردة من النرويج وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز بشكل كبير.
وصرح المدير بشركة "فنغلتون" للاستشارات الاستراتيجية، ديرموت نولان، بأن دولا مثل ألمانيا وإسبانيا تعاني حاليا من مشكلة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مضيفا أن "ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء سيستمر خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة ومن الصعب تصور كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المشكلة".
ويرجع الخبراء زيادة أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية إلى ارتفاع الطلب العالمي، في ظل تعافي الاقتصاد العالمي بعد أزمة وباء كورونا، ومشكلات الصيانة في بعض مواقع إنتاج الغاز، فضلا عن تراجع إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الأشهر الماضية.