عرب لندن
أعلنت المجر بشكل قاطع رفضها لفكرة اتفاقية إعادة المهاجرين مع المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي جزء أساسي من خطة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لوقف عبور القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي.
وفي تصريحات لصحيفة التيليغراف ”Telegraph“ قال مسؤولون بارزون من حزب "فيديز" الحاكم في المجر "إن بودابست لن تشارك أبدًا في الاتفاقية التي وصفوها بـ "غير القابلة للتنفيذ"، والتي تحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي.
وأكد زولتان كوفاكس، المتحدث باسم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن المجر لن تشارك في هذه الاتفاقية، حتى إذا قدمت المملكة المتحدة المساعدة في تمويل صيانة السياج الحدودي الجنوبي للمجر مع صربيا.
وقال كوفاكس: "لن يحدث هذا لأنه غير قابل للتنفيذ. لن نشارك أبدًا في هذا النوع من المخططات. أول رد فعل لي هو أنه لا يجب حتى طرحه على طاولة المفاوضات. يمكننا مناقشة كل شيء، ولكن هذا لن ينجح".
ويُعد هذا الرفض ضربة قوية لخطط رئيس الوزراء البريطاني، حيث لا يستطيع قانونًا إعادة المهاجرين الذين وصلوا عبر القوارب الصغيرة إلى فرنسا دون اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، بعد أن خرجت المملكة المتحدة من تنظيم دبلن خلال عملية بريكست.
ويتيح تنظيم دبلن لدول الاتحاد الأوروبي إعادة طالبي اللجوء إلى أول دولة آمنة يصلون إليها، وهو ما يشمل المجر إذا عبروا إليها من صربيا عبر طريق البلقان الغربي.
وفي إطار قمة المجتمع السياسي الأوروبي في بودابست، أعلن ستارمر عن اتفاقيات لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع صربيا وكوسوفو وشمال مونتينيغرو، وهي دول تمثل نقاط عبور للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي عبر المجر قبل الانتقال إلى غرب أوروبا، بما في ذلك عبر القنال الإنجليزي.
وفقًا لأرقام وكالة فرونتكس، عبر حوالي 100 ألف مهاجر منطقة البلقان الغربية في عام 2023 قبل دخول الاتحاد الأوروبي عبر الحدود المجرية مع صربيا.
وفي المقابل، سُجِّل دخول 955 مهاجرًا عبر هذا الطريق في 2024 حتى 18 أكتوبر. أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فقد وصل إليها نحو 29,437 شخصًا عبر القوارب الصغيرة في 2023، بينما وصل أكثر من 31,000 مهاجر في 2024 حتى 2 نوفمبر.
وأشار كوفاكس إلى أن النظام الحالي للهجرة في الاتحاد الأوروبي فشل بشكل مستمر، مؤكدًا أنه لا فائدة من محاولة تكرار نظام دبلن مع بريطانيا. وأضاف قائلاً: “نحن نتمسك بموقفنا، وهذا كله غير ضروري إذا تمسكتم بالخطة الأصلية، وهي عدم السماح لهم بالدخول.”
وفي هذا السياق، قال عضو البرلمان الأوروبي عن حزب "فيديز"، أندراش لازلو، إن "نظام الهجرة في الاتحاد الأوروبي يواجه تفككًا حاليًا، ويجب على الدول الأعضاء إصلاح الفوضى في منطقة شينغن أولًا".
ومن جانبها، أكدت الحكومة البريطانية أن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لمكافحة عصابات تهريب البشر، وأوضحت أنها تعمل على إعادة بناء علاقاتها مع دول أوروبا لمواجهة تحدي الهجرة غير النظامية.