مسلمو بريطانيا يلجؤون إلى تطبيقات المواعدة للعثور على الحب والزواج

عرب لندن

مع تطبيق تدابير التباعد الجسدي لفيروس كورونا، بما في ذلك في المساجد، يجد المسلمون طرقًا مبتكرة للتنقل في الوضع الطبيعي الجديد.

في لندن بالكاد تكون محطة خدمة الطريق السريع مكانًا رومانسيًا لموعد غرامي.
ولكن عندما التقت -عائشة روزالي وسلطان أختار- بعد المطابقة على تطبيق مواعدة للمسلمين في بداية شهر أذار، أنهى الإغلاق الوطني أي أمل في التعرف على بعضهما البعض في أماكن أكثر جاذبية.

بعد العثور على بعضهم البعض على التطبيق، تحدثوا في محادثة فيديو كل يوم.

مع إغلاق المقاهي والمطاعم، التقى الزوجان في محطة في منتصف الطريق بين لندن حيث تنتمي روزالي 23 عامًا، وديوسبري، مسقط رأس أختار في شمال إنجلترا.

قال أختار البالغ من العمر 25 عامًا مازحا: "كان عليّ أن أتأكد من أنها حقيقية، حيث كنا دائما نخشى ألا نحظى بفرصة اللقاء، لم نكن نعرف ما الذي سيحدث بسبب حالة فيروس كورونا.
هذا حفزني لزيارة عائشة ومعرفة كيف كانت في الحياة الواقعية، وبعد ذلك بقينا منفصلين لبضعة أشهر".

(على الرغم من العقبات التي واجهها جائحة الفيروس التاجي، نمت علاقتهم)

قالت عائشة: "لقد توقفنا في الكثير من محطات الخدمة قبل أن نتزوج". كنا نأكل هناك، ونصلي هناك، ونتسكع في سيارتنا، ونتجول، ونعود إلى محطة الخدمة.

"عندما رأيته مرة أخرى للمرة الثانية، نسيت كيف كان شكله. عند رؤية شخص ما على محادثة فيديو، فإنك تنسى 
كيف يبدو شخصيًا".

بحلول الوقت الذي خففت فيه قيود التباعد الاجتماعي في حزيران، قرر الزوجان أنهما يريدان الزواج.

لكن المساجد في جميع أنحاء البلاد لا تزال مغلقة، وكان من الصعب العثور على إمام لتولي مراسم النكاح (حفل الزواج الإسلامي).

قال أختار: "لقد فكرنا بالزواج عبر الإنترنت، نكاحًا عبر الإنترنت"، مضيفًا أنهم وجدوا شخصًا يقيم في باكستان كان على استعداد لتنظيم حفل زفافهما.

لكنه "لم يكن حميميًا كما أردنا، لذا أوقفناه".
بعد أربعة أسابيع، سأل أختر إمامه المحلي في ديوسبري عن حل، طلب الإمام من الزوجين الحضور في اليوم التالي، وهكذا.. في غضون أربعة أشهر من التواصل، تزوجا بسعادة في 4 تموز.

قالت روزالي "كلانا شخص بسيط". "لقد كان عذرًا للحصول على أبسط حفل زفاف، دون كل ضغوط إنفاق المال، والفساتين، وكل هذه الأشياء التي لا نحتاجها حقًا. لقد كان ذريعة لنا أن نجعل الأمر بسيطًا، لنجعل الأمر يتعلق بي أنا، سلطان ، الله ، والزواج".

مع استمرار تطبيق بعض إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فإن المواعدة في عصر الفيروس التاجي انتقلت بشكل متزايد عبر الإنترنت.

في الأسبوعين التاليين لبدء الإغلاق، كانت هناك زيادة بنسبة 13 في المائة في عدد المستخدمين الذين قاموا بتسجيل الدخول إلى (Muzmatch)، التطبيق الذي استخدمته روزالي وأختار.

على الصعيد العالمي، شهد التطبيق زيادة بنسبة 45 في المائة في التنزيلات في أذار، عندما فرضت العديد من البلدان قواعد مسافات أكثر صرامة.

(النكاح عن طريق زووم)

مع وجود قيود على أعداد ضيوف الزفاف والمخاوف بشأن السلامة، تم إطلاق مراسم الزواج والاحتفالات الدينية على الإنترنت.
سلطان أحمد، مدير شركة نكاح، وهي خدمة زواج إسلامية في المملكة المتحدة، أدار أكثر من 100 نكاح مع ثلاثة أئمة آخرين على زووم. بحلول شهر آب، كان عدد الأزواج قد تزوجوا أكثر من كل عام 2019.

"90 بالمائة من احتفالاتنا في نيسان وأيار وحزيران كانت عبر الإنترنت. هذا هو مدى تحول الحالة المزاجية والاتجاه من المادية إلى الرقمية " قال أحمد.

لكن موضوع النكاح على الإنترنت أثار بعض الجدل. هناك اختلاف في الرأي حول مدى صحتها.

خلص أحمد والعلماء الذين استشارهم إلى أنه في ظل الظروف الاستثنائية، يمكن للأزواج المسلمين الزواج عبر الإنترنت طالما تم استيفاء شروط معينة.

"يجب أن يوافق كل من العروس والعريس، ويجب أن يتم ذلك بإذن من ولي العروس، ويجب أن يكون هناك شاهدين على الأقل، ويجب الاتفاق على المهر بين العروس".
وقال أحمد " الشرط الآخر هو أن الجميع يجب أن يكونوا حاضرين في نفس الوقت، في نفس المكان.
في النكاح الحقيقي، هذا أمر سهل للغاية لأن لديك الجميع إما في نفس القاعة أو الغرفة أو نفس المكان، ولكن عبر الإنترنت، كل شخص موجود فعليًا في أجزاء مختلفة من البلد أو العالم".

أشرف أحمد مؤخرًا على زواج سعد وهبة، الموجودين في المملكة المتحدة والكويت على التوالي، على زووم.
تم بث الحفل على الهواء مباشرة حيث شاهده المئات من أفراد عائلاتهم من جميع أنحاء العالم.

بينما ساعد أحمد العديد من الأزواج على بدء الفصل التالي من حياتهم، كان التحول إلى الرقمية تحديًا.
وقال: "بعض الناس اعتبروا ذلك بمثابة خيبة أمل لأن الجميع يرون أن يوم زفافهم هو أكثر يوم مميز في حياتهم". يريدون دعوة الأصدقاء وأفراد الأسرة والأحباء.

لكن الجانب الآخر من ذلك هو أنه هناك جائحة. 
لم نر مثل هذا النوع من الأشياء في حياتنا، لذلك فهي فرصة لمرة واحدة في العمر للقيام بالأشياء بشكل مختلف.