عرب لندن
وصف السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، الدكتور حسام زلمط، تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل، برعاية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"السيرك"، الذي سينتهي مفعوله قريب، لأن الواقع على الأرض يكذبه.
وقال الدكتور زلمط، في حديث أجرته معه قناة سكاي نيوز البريطانية، إن المبادرة العربية، التي تنتظم الموقف العربي وحركيته تجاه إسرائيل، كانت واضحة، وربطت تطبيع دول المنطقة مع الجانب الإسرائيلي بإنهاء الأخير لاحتلاه الأراضي الفلسطينية، وهو ما لم يحدث، مشيرا إلى أن ما يقع الآن هو عكس ذلك تماما، بحيث أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضاعف لأربع مرات توسعه في الأراضي الفلسطينية، معطيا الانطباع بأنه حصل على رخصة لذلك.
الدكتور زلمط، الذي قال إن التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، يعطي قوة ومصداقية للمتطرفين، الذين صار لديهم ما يدفعهم ليؤكدوا:"هذا ما قلناه لكم، وما حذرناكم منه"، في ما يضعف موقف المؤمنين بالقانون الدولي، وبميثاق الأمم المتحدة، موضحا بأن الادعاء بأن هذا التطبيع من شأنه أن يشعر إسرائيل بالأمان، ومن تم يحفزها كي تقدم على مفاوضة الفلسطينيين إيجابيا، مجرد كلام، على اعتبار أن الإمارات والبحرين، اللتين وقعتا على اتفاقية سلام شامل مع نتنياهو، لم يسبق لأي منهما أن أطلق رصاصة في حرب مع إسرائيل، وأن المعني الأول هو الشعب الفلسطيني، وهو موجود في فلسطين ولن يغادرها أبدا.
من ناحية ثانية، أكد الدكتور زلمط، في حديثه مع سكاي نيوز، أن الموقف الفلسطيني كان حازما وواضحا، ولن يكون معنيا بالانتخابات الأمريكية، إذ أنه ينسجم مع المقررات الدولية، ومع موقف المملكة المتحدة، وبقية العالم، وقال:"سنبقى مبدئيين"، منبها إلى أن هناك معسكرين الآن؛ أحدهما يعيش في باحة سيرك، ويسعى وراء مكاسب شخصية، ويعني نتنياهو الذي يريد تفادي قضايا جنائية، فضلا عن ترامب، الذي يوجد في الخندق نفسه، بينما الثاني هو معسكر العمل المتعدد الأطراف والقواعد الدولية، أولئك الذين استفادوا من دروس الحرب العالمية الثانية، ونحن ننتمي إلى هذا المعسكر، وسنبقى فيه.