عرب لندن
قال مدعون ألمان، الأربعاء، إن لديهم "أدلة ملموسة" على أن الطفلة البريطانية المفقودة مادلين ماكان ميتة، في تطور كبير في قضية شغلت بريطانيا لأكثر من عقد.
وكشفت السلطات الألمانية في أوائل حزيران/يونيو أنها تحقق مع مشتبه به يبلغ من العمر 43 عاما بشأن اختفائها، قائلة إنها تعتقد أنه قتلها.
وقال المدعي العام في برونزفيك هانز كريستيان فولترز لوكالة فرانس برس "إنه دليل ملموس، لدينا حقائق وليس مجرد مؤشرات". وأضاف "لكن ليس لدينا أدلة جنائية على وفاة مادلين مثل جثتها".
واختفت مادلين ماكان من غرفتها في الثالث من أيار/مايو 2007 بعد بضعة أيام من عيدها الرابع في منطقة برايا دا لوز الصغيرة في جنوب البرتغال، حيث كانت تمضي إجازة مع عائلتها، فيما كان والداها يتناولان العشاء مع بعض الأصدقاء في أحد المطاعم القريبة.
وقد أثار اختفاؤها واحدة من أكبر عمليات البحث من نوعها في السنوات الأخيرة. ورغم التحقيق مع مجموعة واسعة من المشتبه بهم وطرح نظريات مختلفة حول ما حدث، لم تتم إدانة أي شخص بتهمة اختطافها ولم يعثر على أي أثر لها.
وهذا المشتبه به الذي أطلقت عليه وسائل إعلام ألمانية كريستيان بي، لديه تاريخ طويل من الجرائم الجنسية السابقة بما فيها الاعتداء على أطفال والاغتصاب.
ويمضي المشتبه به حاليا عقوبة السجن بتهمة تهريب المخدرات لكنه قد يحصل قريبا على إطلاق سراح مشروط لأنه أكمل ثلثي مدة العقوبة، وفقا لوثائق من محكمة العدل الفدرالية الألمانية اطلعت عليها وكالة فرانس برس في وقت سابق من الشهر.
وقال فولترز إن السلطات الألمانية بعثت برسالة إلى عائلة مادلين لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل عن محتواها. كما أكد أن كريستيان بي تقدم بطلب إفراج مشروط. لكنه أوضح أن المشتبه به لن يطلق سراحه لأن هناك قضية معلقة ضده بشأن اغتصاب سائحة أميركية مسن ة في البرتغال.
وكانت محكمة في برونزفيك قد حكمت على كريستيان بي بالسجن سبع سنوات في كانون الاول/ديسمبر بتهمة الاعتداء على السائحة الأميركية البالغة من العمر 72 عاما في 2005، في برايا دا لوز حيث اختفت مادي. لكن الحكم لم ينفذ بعد في انتظار تسليمه للبرتغال.
وخلال المحاكمة في هذه القضية، قال شاهدان إنهما عثرا على سلاح ناري وكاميرات وأشرطة فيديو في منزل كريستيان بي في البرتغال، وفق تقرير نشرته صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" نقلا عن وثائق المحكمة.
وقد شاهد أحدهما لاحقا بعض اللقطات وشاهد رجلا يغتصب امرأة عجوز مقيدة بسرير، وفق التقرير.
ووفقا للشرطة، فإن المشتبه به عاش في منطقة ألغارفي (الغرب) في البرتغال بين عامي 1995 و2007. وكان يكسب لقمة عيشه من خلال القيام بأعمال مؤقتة في المنطقة التي اختفت فيها مادلين، كما كان يسرق غرف الفنادق وشقق الإجازات.
وتعتقد الشرطة أنه كان يعيش في مقطورة بيضاء حين اختفت مادي، وهي أوضحت أن شهودا يتذكرون رؤية تلك المركبة في مكان الحادثة في ذلك الوقت.
ولم يتم استدعاء كريستيان بي للاستجواب ويقول محاموه إنه رفض حتى الآن التحدث عن القضية.
ودفع هذا التطور الأخير في قضية مادي المحققين الأوروبيين إلى إعادة فتح العديد من القضايا القديمة المتعلقة بأطفال مفقودين.
في ألمانيا، يبحث المدعون الآن في ما إذا كان يمكن ربط الرجل باختفاء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات تدعى إنغا من مدينة شونبيك في ساكسونيا أنهالت في العام 2015.
وقالت السلطات في بلجيكا إنها أعادت فتح التحقيق في مقتل المراهقة الألمانية كارولا تيتزه (16 عاما) عام 1996 في منتجع دي هان على الساحل البلجيكي.
وفي البرتغال، طلب زوج والدة الفتاة المفقودة جوانا سيبريانو البالغة من العمر ثماني سنوات من السلطات اكتشاف ما إذا كان هناك أي روابط محتملة بين اختفائها والمشتبه به.