عريقات: صفقة القرن قدمت لي عام 2012 وكوشنر "جاهل متغطرس" (فيديو)
عرب لندن
في حوار خاص مع منتدى التفكير العربي بلندن، أداره محمد أمين، رئيس المنتدى، كشف د- صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه تسلم في 23 ديمسبر- 2012، ذات بنود صفقة القرن، وبنفس اللغة من اسحق ملخو، رئيس وفد نتنياهو في ذلك الوقت، وتم رفضها، كما كانت سببا في وقف المفاوضات في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن فريق ترمب قام بتبني أفكار مجلس المستوطنات الإسرائيلية ونتنياهو بكامل عناصرها، وأن جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، لم يخجل من إعادة تقديم الورقة ذاتها في 2017، حتى لم يكلف نفسه عبء تغيير بعض العبارات، بل أبقاها كما هي.
ووصف عريقات، في حواره الشامل مع منتدى التفكير العربي، والذي قدم فيه رؤية منظمة التحرير وخطتها لمواجهة الصفقة، وصف كوشنير بأنه خليط من الجهل والغطرسة، وأنه يفاوض باسم إسرائيل، لافتا إلى أن إسرائيل، منذ 2017 لم تعد تفاوض، بل يقوم كوشنر وفريدمان والفريق الصهيوني المرافق بالتفاوض مع الفلسطينيين بالنيابة عنها.
وقال عريقات إنه في حال تنفيذ صفقة القرن، فإن ذلك يعني تدمير السلطة، مؤكدا أن السلطة أوقفت التنسيق الأمني والمدني بكل أشكاله مع أمريكا وإسرائيل.
وحول الموقف العربي من صفقة القرن، وصف عريقات حضور بعض الدول العربية لمؤتمر ترمب ونتنياهو، الذي أعلنا فيه عن صفقة القرن، بأنه أمر مؤسف ومعيب، لكنه أشار إلى أن ضمير الأمة العربية مازال مع القضية الفلسطينية.
وحول فشل مشروع الدولتين ومدى إمكانية اللجوء لخيار الدولة الواحدة، قال عريقات إن إسرائيل وأمريكا تريدان القضاء على حل الدولتين ودفنه، وهذا يترك خيارين لا ثالث لهما: الخيار الأول وهو خيار نتنياهو وترمب؛ الدولة بنظامين أي نظام الفصل العنصري، والآخر هو خيار الدولة الواحدة بحقوق متساوية، وهو مشروع حضاري يعني أن يعيش المسيحي والمسلم واليهودي في دولة واحدة بحقوق متساوية، لكنه عبر عن اعتقاده بأن هذا المشروع لن يقبله أي إسرائيلي، وأن الخيار الأول؛ الأبارتهايد لن ينجح، فيما الخيار الثاني وهو الدولة الواحدة بحقوق متساوية يستحق أن يفكر فيه الشعب الفلسطيني رغم تمسكه بمشروع الدولتين الذي يدعمه القانون الدولي، معتبرا أن خيار الدولة الواحدة يجب أن يدرس مليا وإسرائيل ستقاومه بشراسة، لكنه يبقى خيارا للشعب الفلسطيني وكثير من الشعب الفلسطيني ينادي به، وقد يكون هناك أغلبية فلسطينية تنادي بخيار الدولة الواحدة.
وحول فكرة حل السلطة الفلسطينية قال إن السلطة ولدت لنقل الشعب الفلسطيني للدولة، وأن من يريد تنفيذ صفقة القرن فهو يريد تدمير السلطة الفلسطينية، وقال إن مشروع ترمب ونتنياهو يهدف لتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنه لو حصل ذلك فإن الفلسطيني سيعيش في جيوب لن يكون له الحق في شيء إلا ما تريده إسرائيل، وأنه يجب أن يتم التفكير في مجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية، مبينا أن هناك اجتماعات للقيادة الفلسطينية للتعامل مع المرحلة المقبلة.
ورأى عريقات أن المطلوب إستراتيجيا لمواجهة صفقة القرن ومشاريع التصفية يكمن في ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإتمام المصالحة تحت شعار واحد، هو التوحد ضد الضم ومن أجل القدس واللاجئين والدولة، والحفاظ على الصمود الفلسطيني والمقدسات والانتقال من السلطة إلى الدولة، وهي مبادئ لا يختلف عليها أحد، مطالبا حركة حماس بتلبية دعوات الرئيس الفلسطيني لإنهاء الانقسام، والتكاتف والتوحد لحماية الهوية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.